للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"حدثني بعض الثقات قال: بينما راكان بن حثلين شيخ قبيلة العجمان سائر إلى الأمير محمد بن رشيد، ومعه وفد كبير من زعماء العجمان بزي فاخر ودلّ ناعم وأبهة وعظمة، وإذا بركب قليل يسايرهم في الطريق لا يزيدون عن سبع ركاب، وكل ما عليهم وما تحتهم عادي، حتى إذا قرب الركب الكبير الزاهي والركب الصغير المتواضع من مدينة حائل جاء واحد من الركب القليل إلى الأمير راكان فسلمه خطاباً إلى الأمير محمد بن رشيد، وقال: "يُسلّم عليك الشيخ، ويقول: ربما أنهم يسبقوننا في دخول البلد فليسلمه إلى الأمير محمد بن رشيد".

وراكان لم يعرف من هو الشيخ مُرْسِل الكتاب، فلما دخل راكان حائلاً وسلم على الأمير محمد بن رشيد واحتفى به سلمه الخطاب المُرْسَل معه، فما أن قرأه محمد بن رشيد حتى أخذ يردد وصل الشيخ وصل الشيخ، وذهل عن ضيفه راكان وشغل عنه.

وأمر بتدبير المراسيم التي ينبغي أن يقابل بها الشيخ، وكان من ذلك أن يُعدّ كوكبة من الخيل عليها أمراء آل رشيد، ليكونوا معه عند استقبال الشيخ خارج مدينة حائل.

فلما وصل الشيخ عبد الله واستقر في البيت المُعدّ له ولأصحابه وفرغ الأمير محمد بن رشيد لضيوفه العاديين، قال لراكان أعذرنا إن حصل شيء من قلة أدب المجالسة والمؤانسة فقد صادف قدومك قدوم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف علينا.

فقال راكان: نأسف إننا تسايرنا نحن والشيخ خمسة أيام ولم نعرفه؛ لنأنس به في سفرنا". انتهى كلامه حفظه الله [١٤٦] .

وقد تقدم أن الشيخ عبد الله بن مسلم بن عبد الله التميمي صحبه في هذه الرحلة [١٤٧] .

وقد جلس الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللطيف سنة كاملة في مدينة حائل معززاً محترماً، وجلس طيلة هذه المدة يدرس العلم فأخذ عنه علم العقائد والتوحيد والحديث والتفسير غالب علماء حائل ولازموه ملازمة تامة [١٤٨] .