فحقق الله لعباده المؤمنين وعده بالنصر والتمكين في الأرض [٨٤] على يد الإمام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، حيث رفع راية التوحيد خفاقة، فأعزَّ الله به أهل هذه الدعوة بعد أن كانوا أذِلَّة، وأغناهم جلَّ وعلا به بعدما كانوا عالة [٨٥] .
المطلب الخامس: في بيان العلاقة والموازنة بين دلالة الآية الكريمة وما كان عليه الحال إبان قيام المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز:
إنَّ بيان العلاقة وعقد المقارنة بين دلالة الآيات الكريمة، وما صاحب نزولها من الظروف المتعلقة بحال العرب من الناحية الدينية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية عند مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وحال جزيرة العرب إبان قيام الدولة السعودية على يدي الملك عبد العزيز - رحمه الله - لا يتطلب كبير عناء؛ إذ المشابهة والموازنة بينهما جداً واضحة، فالجاهلية الجهلاء بالأمور الدينية، وكثرة البدع وعبادة القبور من دون الله قد كانت موجودة.
- والفوضى السياسية، واستئساد الحكم القبلي العشائري، هو الذي يتحكم في كثيرٍ من المناطق.
- والفاقة والعوز وقلة الموارد الاقتصادية هي الحالة الظاهرة.
- والتفكك الاجتماعي والأسري والتناحر بين الأخ وأخيه هو المسيطر في غالب الأحيان.
- والإخراج بدون ذنب إلاَّ أن يقول المؤمن ربنا الله، قد حصل.
- والهجرة إلى البلاد الآمنة من أجل إقامة الحق قد وقع.
- والتمكين في الأرض للمؤمنين وعودتهم إلى ديارهم منصورين قد تحقق.
- وتطبيق الشرع ومعرفة الغاية الكبرى من وجود الدولة المسلمة الصالحة، وفقه الأسس التي تقوم عليها تلك الدولة قد وجد.
- والجهاد من أجل إعلاء كلمة الله قد كان.
- فما الذي حدث، حتى عادت الحال إلى ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين - رضوان الله عليهم - أو قريباً من ذلك؟!