وإذا نظرنا إلى معنى الصلاة لغةً وشرعاً، وجدنا الصلة بينهما وثيقة؛ فالدعاء، واللزوم، والتعظيم. كلها معانٍ موجودة في الصلاة بمعناها الشرعي، وأُطْلِقَت على الصلاة، كلها من باب تسمية الشيء ببعض أجزائه. وإن كانت مأخوذة من "الصَّلْوَين"فهما موضعان في الإنسان يقوم عليهما الركوع والسجود، فلا ركوع ولا سجود بلا تحريك لهما، فأخذ اسم الصلاة منهما، كما أخذ اسم البيع من "الباعين"اللذين يمدهما البائع والمشتري [١٠] .
ثالثاً: الصلاة في القرآن:
لم يقصر القرآن الكريم إطلاق لفظ "الصلاة" على الصلوات الخمس المفروضة؛ بل أطلقه عليها وعلى غيرها، كما لم يقصر التعبير عن الصلاة المفروضة على لفظ "الصلاة"وحدها؛ بل عبَّر عن الصلاة المفروضة بألفاظ أخرى غير لفظ "الصلاة":
ففي المجال الأول: جاء لفظ "الصلاة"في القرآن مراداً به عِدَّة معانٍ:
الأول: الصلاة بمعنى الدعاء [١١] ، -قال تعالى-: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: ١٠٣] أي ادع لهم.
الثاني: بمعنى الاستغفار [١٢] ، قال -تعالى-: {وَصَلَوَاتِ الرَّسُول}
[التوبة: ٩٩] أي استغفاره لهم.
الثالث: بمعنى بيوت الصلاة أو الكنائس [١٣] ، قال -تعالى-: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} [الحج:٤٠] .
الرابع: بمعنى الإسلام، قال -تعالى-: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى}
[القيامة: ٣١] أي: ولا أسلم [١٤] .
الخامس: بمعنى الدين [١٥] ، قال -تعالى-: {أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ}
[هود: ٨٧] .
السادس: بمعنى القراءة [١٦] ، قال -تعالى-: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِك}
[الإسراء: ١١٠] أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن [١٧] .
السابع: بمعنى الصلاة الشرعية [١٨] أو الصلوات الخمس، قال -تعالى-: