إنَّ الذين وسعوا وعمَّقوا وأضافوا - مع المحافظة على عدم المساس بالأصل، هم خريجو مدرسة الملك عبد العزيز، هم أبناؤه الأوفياء الأمناء الأقوياء، الذين تولوا قيادة سفينة النجاة من بعده، وهم الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد -رحم الله الجميع- حتى وصلت القيادة إلى يد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله تعالى- وأطال في عمره؛ فكانوا خير خلف لخير سلف. وقبل أن نذكر الشواهد والدلائل على تقرير أبناء الملك عبد العزيز وترسيخهم لدعائم التمكين نستمع أولاً إلى ما يقوله خادم الحرمين الشريفين في بيان السياسة الشرعية التي اتبعها آل سعود، حيث يقول: "لقد قامت السياسة الشرعية التي انتهجها آل سعود على الأسس الآتية:
أولاً: عقيدة التوحيد التي تجعل الناس يخلصون العبادة لله وحده لا شريك له، ويعيشون أعِزَّة مكرمين.
ثانياً: شريعة الإسلام التي تحفظ الحقوق والدماء وتنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتضبط التعامل بين أفراد المجتمع، وتصون الأمن العام.
ثالثاً: حمل الدعوة الإسلامية ونشرها حيث إنَّ الدعوة إلى الله من أعظم وظائف الدولة الإسلامية وأهمها.
رابعاً: إيجاد بيئة عامَّة صالحة مجردة من المنكرات والانحرافات تعين على الاستقامة والصلاح، وهذه المهمة منوطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامساً: تحقيق الوحدة الإيمانية التي هي أساس الوحدة السياسية والاجتماعية والجغرافية.
سادساً: الأخذ بأسباب التقدم وتحقيق النهضة الشاملة التي تيسر حياة الناس ومعاشهم وتراعي مصالحهم في ضوء هدي الإسلام ومقاييسه.
سابعاً: تحقيق الشورى التي أمر الإسلام بها ومدح من يأخذ بها، إذ جعلها من صفات المؤمنين.
ثامناً: الدفاع عن الدين، والمقدسات، والوطن، والمواطنين، والدولة.
هذه هي الأصول الكبرى التي قامت عليها الدولة السعودية [٤] .