البلاد وحمايتها، من عبث العابثين، ولنا الفخر العظيم في ذلك، وإن خطتي التي سرت عليها، ولا أزال أسير عليها هي إقامة الشريعة السمحة كما أنني أرى من واجبي، ترقية جزيرة العرب، والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة، مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف، إنني اعتبر كبيركم بمنزلة الوالد، وأوسطكم أخاً وصغيركم ابناً، فكونوا يداً واحدة، وألفوا بين قلوبكم لتساعدوني على القيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا، إنني خادم في هذه البلاد العربية، لنصرة هذا الدين، وخادم للرعية، الملك لله وحده، وما نحن إلا خدم لرعايانا، فإذا لم ننصف ضعيفهم، ونأخذ على ظالمهم، وننصح لهم ونسهر على صالحهم فنكون قد خنا الأمانة المودعة إلينا.
إننا لا تهمنا الأسماء والألقاب، وإنما يهمنا القيام بحق الواجب لكلمة التوحيد، والنظر في الأمور التي توفر الراحة والاطمئنان لرعايانا، إن من حقكم علينا النصح لكم، فإذا رأيتم خطأ من موظف، أو تجاوزاً من إنسان، فعليكم برفع ذلك إلينا، ننظر فيه، فإذا لم تفعلوا ذلك فقد خنتم أنفسكم ووطنكم وولاتكم" [٢٧] .
وهذا غيض من فيض خطبه الحكيمة، التي لا مست أحاسيس المواطنين وأجابت على تساؤلاتهم المكنونة. وعمقت جذور وحدتهم المصونة، وانسابت في جوارحهم بلسماً شافياً، مكن أواصر المحبة وأوثق وشايج المواطنة الصالحة، بين عموم سكان المملكة.