ومنه أيضا ما جاء في الصحيحين من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال:"كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت إصبعه فقال صلى الله عليه وسلم:
هل أنت إلا إصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت
وهذا البيت لعبد الله بن رواحه قالها في جملة أبيات يوم مؤتة لما أخذ اللواء من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقاتل فأصيبت إصبعه فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت
يا نفس إلا تقتلي تموتي
هذي حياض الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت
إن تفعلي فعلهما هديت
ومنه ما روى الترمذي وقال حديث صحيح حسن غريب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن تغفر اللهم تغفر جما
وأي عبد لك ما ألما
وهذا البيت لأمية بن أبي الصلت وقيل لأبي خراش الهذلي ويذكر في كتب النحو وقبله:
إني إذا ما حدث ألما
أقول يا اللهم يا اللهما
ومنه ما أخرجه مسلم في كتاب الشعر عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: "ردفت النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ قلت: نعم. قال: هيه. فأنشدته بيتا فقال: هيه. ثم أنشدته بيتا. فقال: هيه. حتى أنشدته مائة بيت. وفي لفظ قال: إن كاد ليسلم".
قلت: وهذا يخالف مرسل قتادة الذي روى فيه أن عائشة قالت عن الشعر: "إنه كان أبغض الحديث إلى رسول الله صلى لله عليه وسلم".
ومما استنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجه البخاري وغيره عن سلمة بن الأكوع قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك، وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول: