وإذا علمنا أن العلامة ابن حجر قد سبقهم في الترجمة لابن هشام ساغ لنا أن نقول إن الحق معه حيث ذكر النسب كاملا ويكون غيره على حق إذا روعي الاختصار في السلسلة النسبية بحذف ما يدل عليه مثله وهو هنا (عبد الله بن يوسف) فلا منافاة إذن بين النسبين.
وبدهي أنه من سلالة الأنصار الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه فسماهم من أجل ذلك أنصارا.
والأنصار ينتمون إلى الأوس والخزرج من قبائل الأزد بن الغوث بن ثبت بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ أخي جرهم وحضرموت أبناء قحطان.
وقد قرر بعض الشيوخ أن ابن هشام من الأوس ورأى آخرون أنه من الخزرج وهو الذي أيده العلامتان عبادة والأمير، وإلى الأخير أميل وأرجح.
مولده ووفاته:
ولد ابن هشام بالقاهرة يوم السبت الخامس من ذي القعدة في العام الثامن من القرن الثامن سنة ثمان وسبع مائة هجرية بإجماع الروايات.
واختاره الله لجواره ليلة الجمعة الخامس من شهر ذي القعدة في العام الأول من العقد السابع في القرن الثامن (سنة ٧٦١هـ) سنة إحدى وستين وسبعمائة هجرية عن ثلاثة وخمسين عاما لم تنقص ولم تزد فيما تضافرت عليه الروايات، ولم يشذ من بينها إلا ما ذكره صاحب (كشف الظنون) حاجي خليفة في غير موضع من كتابه أن وفاته كانت سنة اثنتين وستين وسبعمائة هجرية (٧٦٢هـ) .
وأيا ما كان فلقد بورك له في عمره حيث أربت مؤلفاته وفيها البسيط والوجيز والوسيط على بضع وثلاثين من أمهات المراجع التي وهب الله لها ما وهب من قبول ورواج في شتى الآفاق. فإذا كان قد بلغ أشده واستوى في مستهل العقد الثالث من حياته المفعمة بالجد والعمل فيكون قد أتحف القراء في كل علم بكتاب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.