للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويزعم اليهود بأن تلك الشرائع والروايات قد تلقاها موسى من الله ثم نقلها موسى مشافهة إلى هارون ويوشع واليعازر الذين نقلوها بدورهم إلى الأنبياء الذين نقلوها أيضاً إلى أحبار اليهود علمائهم وتناقله بعد ذلك الأجيال من الأحبار جيلاً بعد جيل عن طريق المشافهة إلى أن جمعها ودوّنها الحاخام (يهوذا هاناسئ) ، ولذلك فإن اليهود يسمون المشنة بـ (التوراة الشفوية) أو (الشريعة الشفاهية) وقد كتبت باللغة العبرية [٣٩] .

وتنقسم المشنا إلى ستة أقسام كالآتي:

١- كتاب (زراعيم) أي البذور أو الإنتاج الزراعي: ويحتوي على (١١) فصلاً يتضمن القوانين الدينية الخاصة بالأرض والزراعة، ويبدأ بتحديد الصلوات المفروضة والبركات أو الأدعية.

٢- كتاب (مُوعد) أي العيد، ويحتوي على (١٢) فصلاً يتضمن الأحكام الدينية والفرائض الخاصة بالسبت وبقية الأعياد والأيام المقدسة.

٣- كتاب (ناشيمْ) أي النساء، ويحتوي على (٧) فصول، فيه النظم والأحكام الخاصة بالنساء كالزواج والطلاق.

٤- كتاب (نزيقين) أي الأضرار أو الجنايات، ويحتوي على (١٠) فصول، ويشتمل على جزء كبير من الشرائع المدنية والجنائية، بما في ذلك القصاص والعقوبات والتعويضات.

٥- كتاب (قُدَّاشيم) أي المقدسات، ويحتوي على (١١) فصلاً، وفيه الشرائع الخاصة بالقرابين وخدمة الهيكل.

٦- كتاب (طهاروت) أي الطهارة، ويحتوي على (١٢) فصلاً، يتضمن الأحكام الخاصة بما هو طاهر وما هو نجس، وما هو حلال وما هو حرام من المأكولات والمشروبات وغيرها.

وبذلك يكون المشنا مكوّناً من (٦٣) فصلاً، وعندما أكمل الحاخام يهوذا هناسي تقييد المشنا في القرن الثاني الميلادي، فقد تركزت جهود أحبار اليهود على شرحه وتبسيط واستنباط الأحكام منه، ومن تلك الشروحات والحواشي الكثيرة على المشنا تكوّن القسم الثاني من التلمود وهو (الجمارا) .

(٢) - الجمارا (الجمارة) : ومعناه (التكملة) أو (الإكمال) .