للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث الصحيح: "الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها" (١) .

وفي الحديث الآخر: "أن الله كتب كتاباً عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي" (٢) .

وبالجملة فالله خلق الخلق برحمته، وأرسل إليهم الرسل برحمته، وأمرهم ونهاهم وشرع لهم الشرائع برحمته، وأسبغ عليهم النعمة الظاهرة، والباطنة برحمته، ودبرهم أنواع التدبير وصرفهم بأنواع التصريف برحمته وملأ الدنيا والآخرة من رحمته فلا طابت الأمور، ولا تيسرت الأشياء، ولا حصلت المقاصد، وأنواع المطالب إلا برحمته، ورحمته فوق ذلك، وأجل وأعلى. وللمحسنين المتقين من رحمته النصيب الوافر والخير المتكاثر {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (٣) ".

٣٧- الرزاق:

قال رحمه الله تعالى: "الرزاق لجميع المخلوقات، فما من موجود في العالم العلوي والعالم السفلي إلا متمتع برزقه مغمور بكرمه.

ورزقه نوعان:

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاق} (٤) {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (٥) (٦) .


(١) خرجه البخاري (٧/٧٥) كتاب الأدب باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، ومسلم (٤/٢١٠٩) كتاب التوبة باب في سعة ورحمة الله وهو جزء من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٢) أخرجه البخاري (٨/١٧٦) كتاب التوحيد باب وكان عرشه على الماء، ومسلم (٤/٢١٠٧) كتاب التوبة باب في سعة رحمة الله تعالى.
(٣) الأعراف (٥٦) .
(٤) الذاريات (٥٨) .
(٥) هود (٦) .
(٦) الحق الواضح المبين (ص٨٥) .