للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما أنشد بين يديه صلى الله عليه وسلم أيضا حديث الأعشى المازني واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة يقال لها معاذة وخرج في رجب يمير أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشزا عليه فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن نهضل فجعلها خلف ظهره.. فلما قدم لم يجدها في بيته وأخبر أنها نشزت عليه وأنها عاذت بمطرف فأتاه فقال: يا ابن عم عندك امرأتي معاذة فادفعها لي, قال: ليست عندي, ولو كانت عندي لم أدفعها إليك, قال: وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول:

يا سيد الناس وديان العرب

إليك أشكو ذربة من الذرب

كالذبية العلساء في ظل السرب

خرجت أبغيها الطعام في رجب

فخلفتني بنزاع وهرب

أخلفت العهد ولطت بالذنب

وقذفتني بين عيص مؤتشب

وهن شر غالب لمن غلب

قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "وهن شر غالب لمن غلب"

قال الهيثمي: "رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات".

ومنه ما رواه ابن عبد البر وابن حجر في الإصابة "أن قتيلة بنت النضر بن الحارث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أباها صبرا يوم بدر كتبت إليه:

يا راكبا إن الأثيل مظنة

من صبح خامسة وأنت موفق

أبلغ به ميتا فإن تحية

ما إن تزال بها الجنائب تخفق

مني إليه وعبرة مسفوحة

جاءت بواكفها وأخرى تخنق

هل تسمعن النضر إن ناديته

بل كيف تسمع ميتا لا ينطق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه

لله أرحام هناك تشقق

صبرا يقاد إلى المنية متعبا

رسف المقيد وهو عان موثق

أمحمدا ولدتك خير نجيبة

في قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرك لو مننت وربما

من الفتى وهو المغيظ المحنق

النضر أقرب من أسرت قرابه

وأحقهم إن كان عتقا يعتق