للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر هذا العنوان - أيضاً - الباحث يونس عبد الحي ما، فقال: "رسالة في الالتفات، وتسمّى برسالة في تلوين الخطاب" (١) .

وإن كان قد وهم في جعلها في الالتفات، لأن المؤلّف نصّ على أنها في تلوين الخطاب، والالتفات إحدى شعبه.

توثيق نسبتها إلى المؤلف:

رسائل ابن كمال باشا كثيرة ومتنوّعة، ولذا كان المترجمون له يذكرون أنّ له رسائل كثيرةٌ وقد تربو على الثلاثمائة عند بعضهم.

وأمام هذا العدد الهائل من الرسائل أحجم الباحثون عن تتبُّعها وبيان عناوينها وفنونها، واكتفوا بذكر ما اطلعوا عليه منها فقط، حتّى هيّأ الله باحثاً جادّاً، تتبّع مصنّفات ابن كمال جميعها، وفصّل فيها، فذكر عناوينها وموضوعاتها، وهو الباحث: يونس عبد الحي ما، وقد أورد مصنفات المؤلف

باللغة العربية في (٤٤) صفحة وهذا جهد يُشكر عليه، وتتبّع دقيق يحمد له.

وكان ممّا أورده من هذه المصنّفات، الرِّسالة التي نحن بصددها، وقد أسماها:

- رسالة في الالتفات، وتسمّى برسالة في تلوين الخطاب.

ومن عرف أسلوب ابن كمال باشا، أو قرأ بعض رسائله، فإنه لن يجد مشكلة في معرفة ما هو له، أو ليس له من الرسائل، فمما يميّز رسائله، أنه درج على نمط معين في التعريف بموضوعها، إذ يقول بعد التحميد: "فهذه رسالة رتبناها"، أو "فهذه رسالة مرتبة في.."

وانظر ما قاله في الرسائل الآتية:

- وبعد فهذه رسالة مرتّبة في وضع كاد وتوضيح طريق استعماله.

- وبعد فهذه رسالة رتّبناها في تحقيق المشاكلة وتفصيل ما يتعلق بها.. .

- وبعد فهذه رسالة رتبناها في رفع ما يتعلق بالضمائر من الأوهام.. .

- وبعد فهذه رسالة رتّبناها في تحقيق معنى النظم والصياغة.. .

وهنا نجد أنّ هذه الرسالة تسير وفق ما ألفناه من قبل في الرسائل السابقة فقد جاء فيها:

- وبعد فهذه رسالة مرتّبة في تلوين الخطاب وتفصيل شعبه....


(١) تحقيق ودراسة سورتي الفاتحة والبقرة من تفسير ابن كمال باشا: ٩٣.