إن الهند تحاول أن تقنع الدنيا بأنها دولة ديمقراطية لا دينية، مع أن هذا الادعاء أمر يخالف الواقع ويعاكس الحقيقة، لأن قادة الهند وحكامه على رغم هذا الادعاء الكاذب ليسوا بمستعدين لأن يتخلوا عن طبيعتهم الهندوسية الشرسة غير القابلة للإصلاح. إن الديانة الهندوسية نفسها أكبر مدعاة لعدم المساواة في الحياة البشرية، ويتضح لكل من يدرس هذه الديانة أنها في صميم أفكارها ومبادئها وتعاليمها تحارب الكرامة البشرية، وهذا الأمر بعينه هو روح الكفر ومغزاه. إن الرجل الهندوسي حسب تعاليم كتبه الدينية (شاستر) يقسم مجتمعه إلى أربع طبقات: الطبقة الأولى: البرهما، والثانية: كشترى، والثالثة ويش، والرابعة: شودر (المنبوذ) ؛ أما الطبقة الأولى أي البرهما فهي تحتل أعلى مكانة في المجتمع بل تحتل مكانة الإله، وبكلمة أخرى أن البرهما يحتل مكانة أبرز من المكانة التي كان يحتلها الكهنة ورجال الدين في بابل ومصر إلى ما قبل أربعة أو خمسة آلاف سنة. وبموجب الديانة الهندوسية أن أي فرد من أفراد الطبقة الثانية (كشترى) والثالثة (ويش) مهما استفرغ الجهود واستنفد الإمكانيات لا يصل أبدا إلى درجة البرهما, وهكذا فإن الشودر (المنبوذ) ولد ليبقى أحط أنواع المجتمع الهندوسي وأسوأها حظا وأنه أي (المنبوذ) إذا وقع ظله على البرهما فإنه ينجس, وكذلك المنبوذ خلق ليقوم بأعمال تنظيف الأوساخ والأرجاس وأنه إذا صادف أن سمع آيات من كتاب الهندوس الديني يجب أن يفرغ في أذنه الرصاص عقوبة لهذه الجريمة، ولا تزال تتحكم هذه الأفكار في كثير من أقطار الهند، وقد حدث إلى ما قبل مدة أن جماعة من المنبوذين من جنوب الهند أحرقوا وهم أحياء لأنهم ربّوا شواربهم كما يربيها البرهما وتجاسروا بهذه الطريقة على مماشاة النوع الأعلى من الهندوس – أي البرهما –.