للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن فعله ناسياً أو جاهلاً فهو معفو عنه إن شاء الله تعالى.

وسمي هذا النوع جلياً لجلائه وظهوره وعدم خفائه على أحد سواء كان من القراء أم من غيرهم.

قال الداني: اعلموا أن كل حرف من حروف القرآن يجب أن يمكّن لفظه ويوفّى حقه من المنزلة التي هو مخصوص بها على ما حددناه وما نحدده ولا يبخس شيئاً من ذلك فيتحول عن صورته ويزول عن صيغته وذلك عند علمائنا في الكراهة والقبح كلحن الإعراب الذي يتغير فيه الحركات وينقلب به المعاني (١) .

القسم الثاني: اللحن الخفي:

وهو خلل يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى وهو نوعان:

الأول: مثاله ترك الإدغام في موضعه، وكذلك الإظهار، والإقلاب، والإخفاء، وترقيق المفخم وعكسه، وتخفيف المشدد كذلك.

وقصر الممدود، ومد المقصور، والوقف بالحركة كاملة في غير الوقف بالروم، إلى غير ذلك من الأخطاء التي تتنافى والقواعد التي دوّنها علماء القراءة وضبطها أئمة الأداء.

الثاني: وهو لا يعرفه إلا مهرة القراء وحذّاقهم ومثاله: تكرير الراءات، وتطنين النونات، وتغليظ اللامات، في غير محله، وترقيقها كذلك، ونقص الغنة أو الزيادة على مقدارها، والزيادة على مقدار المد أو النقص عنه، إلى غير ذلك مما يخل باللفظ ويذهب برونقه وحسن طلاوته.

وسمي مخفياً لاختصاص معرفته بعلماء القراءة دون غيرهم، وقد اختلف العلماء في هذا القسم الثاني من اللحن الخفي هل هو ملحق بالقسم الأول في الاتفاق على حرمته أم أن الأمر فيه دون ذلك.

فممن قال بحرمته وأنه لا فرق بينه وبين القسم الأول البركوي (٢)


(١) التحديد للداني ١١٨
(٢) محمد بن بيرعلي البركوي الرومي الحنفي تقي الدين، واعظ نحوي مفسر محدث، توفي سنة (٩٨١هـ)

معجم المؤلفين، رضا كحالة ٩/١٢٣، كشف الظنون، حاجي خليفة ١/٧٣٦.