للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وباب زيادات الرواة مما يستدرك على المصنفين في علوم الحديث، وينبني على الجهل به خلط كبير، وله أمثلة متعددة من صنيع رواة المصادر الحديثية المسندة، وهي تختلف عن زيادات الرواة لكتاب واحد، بعضهم على بعض، وعن فن زوائد المصادر الحديثية بعضها على بعض (١) .

المطلب الثاني: أنواعها.

المتأمل في زيادات رواة المصادر الحديثية يلحظ أنها على أنواع، منها:

النوع الأول: مرويات لهم عن شيوخ آخرين غير مؤلفي هذه المصادر، وتتبين عند النظر في طرف الإسناد الأدنى، لمن كان له معرفة بطبقات الرواة والشيوخ، وهي الغالب في زياداتهم، ومنها:

١- زيادات الحافظ أبي الحسن: علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني القطان – ت ٣٤٥هـ-، في سنن ابن ماجه – ت ٢٧٥هـ-، وهو الراوي عنه السنن.

وهي قليلة، ومنها: قوله: "حدثنا يحيى بن عبد الله الكرابيسي، ثنا علي بن الجعد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، مثل حديث علي رضي الله عنه "، يعني حديث: "إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فظنوا به الذي هو أَهْناه وأَهداه وأتقاه ".

وقد أفردها بالتأليف الدكتور الأستاذ مسفر بن غرم الله الدميني في كتاب سماه: "زيادات أبي الحسن القطان على سنن ابن ماجه " (٢) .

٢ – زيادات الحافظ أبي علي: محمد بن الحسن ابن الصواف – ت ٣٥٩هـ- في مسند الإمام الحميدي – ت ٢١٩هـ-، وهو الذي يروي المسند عن بشر بن موسى الأسدي عن الإمام الحميدي.


(١) قد ألف فيها العلماء كتباً مشهورة كمجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي – ت ٨٠٧هـ -، وإتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري – ت ٨٤٠هـ-، والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر – ت ٨٥٢هـ- وغيرها، وألف في أصوله الدكتور: خلدون الأحدب كتاباً سماه: "علم زوائد الحديث" - وهو مطبوع في دار القلم في دمشق، الطبعة الأولى ١٤١٣هـ - وذكر فيه تعريفه وثمرته والمصنفات فيه.
(٢) وهو مطبوع في الرياض سنة ١٤١٢هـ.