للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرك الأكبر: هو أن يجعل العبد لله شريكاً وندا في ربوبيته وإلهيته، وأغلب شرك المشركين وقع في توحيد الإلهية كدعاء غير الله، أو صرف أي لون من ألوان العبادة لغير الله كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة وما إلى ذلك٠

والشرك بالله أعظم ذنب عصى الله به، فهو أظلم الظلم، وأكبر الكبائر، وما هلكت الأمم الغابرة وأعدت لهم النيران في الآخرة إلا بالشرك، وما أرسل الله الأنبياء والمرسلين وأنزل عليهم الكتب بالحق المبين إلا للتحذير منه وبيان قبحه وشؤمه، ودعوة الناس إلى ضده ألا وهو تحقيق التوحيد لله رب العالمين٠

والشرك خطره عظيم وضرره على العبد كبير، وذلك للأسباب التالية:

١- لأنه تشبيه للمخلوق العاجز الضعيف بالواحد الأحد المتفرد بالجلال والكمال، ومن أشرك مع الله أحدا فقد شبهه به، وهذا أعظم الظلم كما في الصحيحين (١) ٠ من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال:"أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قال النووى: "الند: الضد والشبه، وفلان ند فلان ونديده ونديدته أي: مثله.. أما أحكام هذا الحديث: ففيه أن أكبر المعاصي الشرك، وهذا ظاهر لا خفاء فيه" ٠

٢- أن الله لا يغفر لمشرك مات على الشرك دون توبة٠ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٢)

٣- أن الله حرم الجنة على كل مشرك ٠ قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٣)


(١) أخرجه البخاري في مواضع منها كتاب التفسير باب ٣ جـ٨ /١٦٣، وكتاب التوحيد باب ٤٦ جـ١٣/٥٠٣، ومسلم كتاب الإيمان٠ باب كون الشرك أقبح الذنوب جـ١ /٩٠.
(٢) النساء / آية: ٤٨،١١٧.
(٣) المائدة / آية: ٧٢.