للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عبد الرحمن بن يحيى المعلمي:"وقد جرب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر، خرج الناس على عثمان يرون أنهم يريدون الحق، ثم خرج أهل الجمل يرى رؤساهم ومعظمهم أنهم إنما يطلبون الحق فكانت ثمرة ذلك بعد اللتيا واللتي أن انقطعت خلافة النبوة، وتأسست دولة بنى أمية، ثم اضطر الحسين بن على إلى ما اضطر إليه فكانت تلك المأساة، ثم خرج أهل المدينة فكانت وقعة الحرة.." (١)

... وهكذا سرد المعلمي مفاسد الخروج الكبيرة في فترة من فترات الإسلام العظيمة، مبينا ثمرات هذا الخروج وآثاره على الأمة الإسلامية لهذا جاء الشرع الحكيم بسد الباب، ووضع أئمة أهل السنة ضوابط جليلة لمنع إراقة الدماء وحفاظا على المسلمين من التمزق والضياع ٠

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

وبعد ...،

فلقد انتهت بذلك صفحات هذا البحث بفصوله الخمسة التي بينت فيها ومن خلالها بعد المقدمة والتمهيد احتياط الشرع الحكيم للدين الحق القويم الذي جاء من عند الله عز وجل٠

وقد ظهر من خلال هذه الدراسة أهمية علم التوحيد، وأهمية الحفاظ عليه، وسد كل منفذ يؤدى إلى خدشه، أو التهاون في أمره، لكونه أساس الدين وقاعدته التي يقوم عليها٠

وعلى هذا أقول: يجب على دعاة التوحيد والسنة الاهتمام الكبير بالتوحيد، ودراسته دراسة علمية قوية لتقديمه صافيا نقيا إلى البشرية، وذلك لترتفع راية التوحيد عالية خفاقة فوق كل مظاهر الشرك والوثنية، وتطهر البلاد ويخضع العباد لله الحي القيوم سبحانه وتعالى، وحتى ينتشر الأمن والسلام والرخاء، فبالتوحيد يتحقق للعبد ما يريد بمشيئة من له الخلق والأمر وحده٠

وعلى المسلمين جميعا الاعتصام بحبل الله، والسير على منهاج النبوة، ولا نخشى قلة السالكين، لأن العاقبة للمتقين٠

والحمد لله رب العالمين

دكتور

عبد الله شاكر


(١) التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل جـ١ / ٩٩.