للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: لم أبحث عن عبد الرحمن هذا فإنه قد يكون فيما أظن أبا عبد الرحمن لأن كنيته أحمد بن أبي دؤاد بن جرير بن مالك الأيادي المعتزلي عليه من الله ما يستحق.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: "فقال لي عبد الرحمن ما تقول في القرآن؟ فلم أجبه فقال المعتصم: أجبه فقلت: ما تقول في العلم؟ فسكت, فقلت: القرآن من علم الله ومن زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر بالله فسكت فقالوا فيما بينهم: يا أمير المؤمنين كفرك وكفرنا فلم يلتفت إلى ذلك فقال عبد الرحمن: كان الله ولا قرآن فقلت: كان الله ولا علم فسكت فجعلوا يتكلمون من هاهنا وهاهنا فقلت يا أمير المؤمنين أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى أقول به فقال ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلا بهذا وهذا؟

فقلت: وهل يقوم الإسلام إلا بهما.

قلت: ثم جرت بين القوم وبين إمامنا رحمه الله تعالى مناظرات طويلة وقد تغلب حجته على حججهم, ويقول الإمام أحمد: "وسمعت منهم مقالات لم أكن أظن أن أحداً يقولها وقد تكلم معي ابن غياث المريسي"- قلت: عليه من الله ما يستحق- بكلام طويل ذكر فيه الجسم وغيره بما لا فائدة فيه, فقلت: لا أدري ما تقول إلا أني أعلم أن الله أحد صمد ليس كمثله شيء, فسكت, وقد أوردت لهم حديث الرؤية في الدار الآخرة فحاولوا أن يضعفوا إسناده ويلفقوا من بعض المحدثين كلاما يتسلقون به إلى الطعن فيه وهيهات وأنى لهم التناوش من مكان بعيد, وفي غبون ذلك كله يتلطف به الخليفة ويقول:" يا أحمد أجبني إلى هذا حتى أجعلك من خاصتي وممن يطأ بساطي فأقول: يا أمير المؤمنين يأتوني بآية من كتاب الله أو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أجيبهم إليها".

-للبحث صلة-

فضل السكوت

قالوا سكت وقد خوصمت، قلت لهم

إن الجواب لباب الشر مفتاح

فالصمت عن جاهل أو أحمق كرم

أيضا وفيه لصون العرض إصلاح