للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأرجو أن يكون التّوفيق حليفي في هذا الجهد المتواضع؛ لإخراج شيء من كتاب لغويّ مفقود، يعدّ من مصادر اللّغة، الّتي استقت منها معاجم العربية مادتها اللّغويّة، وبخاصّة فيما يتّصل بالإبدال اللّغويّ، وأرجو - أيضاً - أن أقدّم ترجمة علميّة مفيدة لأبي تراب مؤلّف هذا الكتاب النّفيس.

والله حسبي وهو نعم الوكيل.

القسم الأوّل

أبو تُراب وكتابه

الباب الأوّل

أبو تراب اللّغويّ

الفصل الأوّل: سيرته الشّخصيّة

اسمه:

ثمّة غموض واضطراب في اسم أبي تراب اللّغويّ (١) ، فهو:

إسحاق بن الفرج

أو محمد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ

أمّا كنيته فـ: "أبو تراب"ولا خلاف في هذا.

ويعدّ الأزهريّ (ت ٣٧٠هـ) من أقدم المصادر التي ترجمت لأبي تراب في مقدّمة كتابة "تهذيب اللّغة"الّتي ترجم فيها لبعض العلماء، وقد أسهمت نسخ هذا الكتاب المتناثرة في العراق وخراسان في ذلك الغموض والاضطراب، فهو "محمّد بن الفرج"في المقدّمة في بعض النّسخ القديمة الّتي اطّلع عليها ياقوت الحمويّ فيما نقل عنه الصّفديّ (٢) .

وهو في بعضها: "أبو تراب الّذي ألّف كتاب الاعتقاب"وهذا هو الّذي في الكتاب المطبوع المتداول.

ويشير إليه الأزهريّ فيما ينقله عنه من نصوص بثلاثة طرق:

بكنيته، فيقول: "أبو تراب"

أو يقول: "ابن الفرج"

أو باسمه، فيقول: "إسحاق بن الفرج".

ويلاحظ أنّ نسخ التّهذيب لا تتفق في اسمه دائماً، فقد يكون في نصّ في بعض النّسخ: "أبو تراب"، فيكون في النّصّ نفسه في نسخة أخرى: "ابن الفرج"أو "إسحاق بن الفرج"وقد يكون عكس ذلك، أي: إذا قالت نسخة: "ابن الفرج"قالت نسخة أخرى: "أبو تراب".


(١) من مصادر ترجمته: تهذيب اللغة ١/٢٦، والفهرست ٩٢، ومعجم الأدباء ١/٤٦٢، وإنباه الرواة ٤/١٠٢، ١٠٣، والوافي بالوفيات ٤/٣١٩، ٣٢٠، وبغية الوعاة ١/٢٠٩.
(٢) ينظر: الوافي ٤/٣١٩.