لقد صاغ القرآن أبطال الرجال وجعل منهم أساتذة للعالم جعل منهم بدورا نيرة وشموسا ساطعة, فها هو أبو بكر رضي الله عنه في بره ولينه، وإيمانه القوي، وحرصه على المحافظة على أركان الإسلام، وها هو عمر رضي الله عنه الذي ضرب أعلى مثل في المحافظة على الرعية في خوف من الله وخشية من الله ثم ها هو عثمان عنوان الحياء والرحمة وسيدنا علي رجل البلاغة، والشجاعة، والقضاء، والعلم بكتاب الله.
إن سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرة عطرة شذية جميلة، هي عنوان الكمال المستمد من تعاليم القرآن الكريم، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، على أن تاريخ الإسلام مملوء بصور البطولة والعظمة، والشخصيات النبيلة الكريمة وأن سيرتهم العطرة تحمل عبيرا جميلا يسعد الإنسانية على ممر العصور والأزمان، وإن الشعوب العظيمة التي تريد أن تحيا حياة كريمة حياة العزة والكرامة، والسؤدد والمجد، حياة البطولة والقوة، تحرص كل الحرص على التمسك بالمثل العليا ونشر هذه المبادئ القويمة والأخلاق الكريمة ممثلة في الحكمة البالغة وممثلة في سلوك عظماء الرجال تحرص الدولة على أن يترسم شبابها هذه المثل العليا فتسمو نفوسهم إلى المجد، وتصبو إلى المعالي والرقي والفلاح.
إن الشباب عماد الدولة تعتمد عليه في مجدها وعظمتها، في نهضتها ورقيها، في حياتها السعيدة الرغيدة كي تأخذ مكانها في مصاف الدول العظمى التي تنشد المجد والعزة والكرامة.
ومن أولى بكل هذا من الشعوب الإسلامية ذات التاريخ المجيد يوم أن كانت مجتمعة تحت راية الخلافة الإسلامية تحت راية القرآن متحدة متعاونة تظللها عناية الله، ويصحبها نصر الله تبارك وتعالى.