وبذلك لا تكون المرأة معول هدم في أخلاق المجتمع الإسلامي وأداة لإهدار القيم الخلقية، وإننا حينما نؤرخ للغزو الثقافي والخلقي الذي قامت به الدول الغربية معتدية على بعض الدول الإسلامية في أيام ضعفها وتفككها، نجد أن الاستعمار حاول إبعاد الشباب عن المثل العليا ومكارم الأخلاق, وتوصل إلى ذلك بحذف دراسة الدين من المدارس الإسلامية والعمل على إضعاف اللغة العربية التي توصل إلى فهم الدين فهما صحيحا وجعل دراسة التاريخ الإسلامي دراسة صورية هزيلة منحصرة في الجانب السياسي وإبراز عنصر الخلاف بين المسلمين في الأيام الماضية.
والاستعمار يقصد من وراء كل هذا أن يحول بين شباب الأمة الإسلامية والعربية وبين المثل العليا التي اعتز بها الإسلام وساد بها المسلمون، ونجد المدرسة الاستعمارية تعمل جاهدة في نشر الثقافات الغربية العفنة الثقافة الإلحادية التي تشكك الشباب في العقيدة وفي الأديان وإذا انهارت العقيدة الصحيحة من نفوس الشباب انهار كل شيء في الحياة، ثم ها هو تيار التحلل الخلقي الذي يسير بعنف والذي يغزو الشعوب الإسلامية غزوا مروعا في الأفراد والأسر والجماعات وكان من آثاره ومظاهره ما نراه في بعض الشباب من ميوعة وتحلل، وهذه التقاليد التي يحاكيها، ومن حرص بعض النساء على تقليد الأجانب في الأزياء والعادات.
هذه كلها مظاهر تدل على ظلام التفكير وفقدان المثل العليا التي تبعث النور وتهدي إلى الخير والحق والفضيلة.