أما طريق النور، طريق الخير والحق والفضيلة والسعادة فإنه طريق المثل العليا في الأخلاق والمثل العليا في القدوة الحسنة فإنها ترسم أمام الشباب صورة عظيمة من المجد العلمي والمجد الخلقي ترسم أمام الشباب الكمالات في كل صورها في وضوح واشراق ونور فيسير الشباب نحو المجد وقد ترسم أمامه الطريق واضحا، محفوفا بالأمل الحلو الباسم مزينا بالورود والرياحين والزهور ورود الحياة الكريمة وزهور السمو والنبل بالمثل العليا من مكارم الأخلاق وتاريخ الأبطال من الرجال الذين تمثلت فيهم صور العظمة الحقة يسير الشباب نحو المستقبل الزاهر الناجح المستقبل المثمر المشرف ومن الحكمة أن نردد أمام الشباب هذه الحكمة الغالية: إذا أردت أن تكون عظيما فاقرأ في سير عظماء الرجال واعمل بحكمهم:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالرجال فلاح
ومن هنا تسعد الأمة، فالشباب هو عماد الوطن وذخيرة المستقبل وحياة الشعوب.
إن عنف التيارات المنحلة يدعونا إلى مضاعفة الحرص على تربية الشباب تربية مثالية ولا نجد هذه التربية المثالية إلا في ظلال المثل العليا فالشاب حينما يقرأ كثيرا في تاريخ علماء الإسلام بعد قراءته عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى سبيل المثال نذكر سيدنا عمر بن عبد العزيز والأئمة الأربعة الإمام أبا حنيفة والإمام مالكا والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم ثم أهل الحديث وفي مقدمتهم الإمام البخاري والإمام مسلم ثم من أبطال الإسلام صلاح الدين الأيوبي.
رجال لهم تاريخ في صفحات من نور مثلهم كمثل كواكب السماء يهتدي بهم في ظلمات الحياة سيرة عطرة شذية تملأ صدر الإنسان إيمان بالأخلاق العالية العظيمة.
وإنما تربى كل هؤلاء الأبطال على هدي كتاب الله وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.