للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن أعداء الإسلام لم يكتفوا بإبعاد الشريعة الإسلامية عن مجالات الأنظمة السياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية فحسب، بل تمادوا في الاعتداء على أنظمة الأسرة المسلمة، وهذا أمر في غاية الخطورة؛ لأن تلك الأنظمة جاءت ملائمة لطبيعة الإنسان وغرائزه، حتى لا يحيد ويصرف تلك الغرائز في المحرمات، ولذا فإن الله تعالى أمر بالزواج؛ فقال: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ... } (١) وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً...} (٢) .

وعن أبي هريرة وأبي حاتم المزني - رضي الله عنهما - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" (٣) ، ووجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الشباب بقوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج" (٤) .

وحرم الإسلام الزنا وحذر من الاقتراب منه؛ قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} (٥) .


(١) سورة النور، الآية (٣٢) .
(٢) سورة الروم، الآية (٢١) .
(٣) سنن الترمذي ٣/٣٩٥ كتاب النكاح رقم الحديث (١٠٨٥) وسنن ابن ماجه ١/٦٣٢ كتاب النكاح رقم الحديث (١٩٦٧) واللفظ له.
(٤) صحيح البخاري بشرح الفتح ٩/١٠٦ كتاب النكاح رقم الحديث (٥٠٦٥) وصحيح مسلم ٢/١٠١٨ كتاب النكاح رقم الحديث (١٤٠٠) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه.
(٥) سورة الإسراء، الآية (٣٢) .