الأول: أن تكون أمه صالحة وصلاحها يقتضى تعليمها كل ما تحتاج إليه للقيام بمهام بيتها وزوجها وأولادها تنظيفا وتنظيما، وتهذيبا وتوجيها وتربية وتمريضا.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
ولقد عرف أعداء الإسلام أهمية المرأة في البيت، وأنها إذا أعدت إعدادا حسنا، وبقيت في بيتها أعدت جيلا يعجز الأعداء أن يصرفوه عن دينه أو أن يقوموا في وجهه، فأخذوا يصرخون وينوحون على تلك المرأة، ويدعون أنها مظلومة يجب نصرها، بإخراجها من البيت إلى المصنع والسوق والمكتب والمسرح، والمدرسة المشتركة وغيرها لتختلط بالرجال ويختلطوا بها، في خلواتهم وجولاتهم. واستجاب لهم أعداء الدين المتسترون من أبنائه فكتبوا وأذاعوا منادين في شعوبهم بما نادى به الأعداء الصرحاء، وحصل ما أرادوا، فصارت المرأة مبتذلة تتخطفها الأيدي وقت طرواتها وشبابها فإذا ذهبت الطراوة لفظوها كما تلفظ نواة التمرة، هكذا فعلوا بالمرأة، وهكذا أرادوا لها خشية أن تربي أجيالا لا يصلون إلى مصالحهم الاستعمارية مع وجودهم، ألا فلينتبه المسلمون.
الثاني: أن يكون أفراد البيت صالحين حتى يكتسب الولد الجديد منهم الصلاح وهذا يقتضي جهدا في تعليم كل أهل البيت وتأديبهم وتمرينهم على أفعال الخير، وتنفيرهم من أفعال الشر.
الثالث: عناية الأب بالولد خارج البيت، وذلك يقتضي منه مراقبته بأن يكون اختلاطه بأهل الخير والصلاح وأن يختار له معلما، يكون له قدوة في سلوكه وعبادته ومعاملته، وأن يختار له المدرسة التي يغلب على ظنه خيريتها بالنسبة للمدارس الأخرى وهذه أمور شاقة على الأب مما يدل أن الإسلام يحض على التربية والتعليم وإعداد الصالحين من الأولاد، حتى يتسلموا من آبائهم زمام الحياة فيقودوها قيادة حكيمة ناجحة.