للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب_ ثم ترقيته إلى وجوب تعلمه بأنه لا يحصل العلم بالمعجز إلا به: ضعيف بل فاسد لما يلي:

١- إن أعظم معجزات رسولنا عليه الصلاة والسلام هي القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، والعلم بأنه معجز لا يتوقف على علم السحر أصلاً.

٢- أن من المعلوم بالضرورة أن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وعامتهم كانوا يعلمون المعجز ويفرقون بينه وبين غيره ولم يكونوا يعلمون السحر ولا تعلموه ولا علموه (١) وبذلك يتبين بطلان قوله. والله أعلم.

كما تعقبه الألوسي في تفسيره. (٢)

وبذلك يتضح أن القول الأول هو الصحيح للأدلة الدالة من الكتاب والسنة.

وأما القول الثاني: فيمكن إرجاعه إلى القول الأول، كما تعقبه ابن حجر بأنه يشترط سلامة الاعتقاد في الأول وأن لا يكون بنوع فيه كفر في الثاني.

وأما القول الثالث: فلا صحة له كما رد عليه ابن كثير والألوسي.

ثانياً: حكم العمل بالسحر:

محرم بالكتاب والسنة بلاخلاف بين أهل العلم ولكن ما هي درجة هذا التحريم؟

إن كان فيه اعتقاد أوقول أوفعل يقتضي الكفر مثل: اعتقاد أن الكواكب السبعة أو غيرها مدبرة مع الله.

أو أن الساحر قادر على خلق الأجسام أو اعتقد أن فعله مباح أو تضمن تقرباً إلى الشياطين بشيء من الأوراد الكفرية، أو الذبح لها ونحو ذلك فهو كفر.

أما إذا لم يكن فيه شيء من ذلك وهو ما يسمى بالسحر المجازي مثل: السحر بالأدوية والتدخين، وسقيا شيء يضر، أو بالحركات الخفية ونحو ذلك فليس

بكفر وإنما هو فسق (٣) .


(١) تفسير ابن كثير ج١ ص١٤٤- ١٤٥ ٠ بتصرف.
(٢) روح المعاني ج١ ص٣٣٩ – ٣٤٠.
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ج١ ص ١٤٧، وتفسير الرازي ج٣ص ٢١٤-٢١٥ وشرح النووي على صحيح مسلم ج١٤ص١٧٦، والمقنع لابن قدامة ج٣ص ٥٢٣ – ٥٢٤ والتنقيح المشبع ص ٣٨٣.