للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإما أن يكون بالرقية الشرعية والأدوية المباحة، وهذا جائز.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "النشرة حل السحرعن المسحور وهي: نوعان، حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن (١) فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور.

والثاني: النشرة بالرقية والتعويذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز (٢) .

وقال الشيخ حافظ حكمي: "يحرم حل السحر عن المسحور بسحر مثله، فإنه معاونة للساحر وإقرار له على عمله وتقرب إلى الشياطين بأنواع القرب ليبطل عمله عن المسحور ... " (٣) .

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "وقال بعض الحنابلة يجوز الحل بسحر ضرورة. والقول الآخر: أنه لا يحل، وهذا الثاني هو الصحيح" (٤) .

صفتها: للنشرة الجائزة صفات كثيرة منها ما يلي:

الأولى: الرقى والأوراد المشروعة.

يقول الشيخ ابن باز: "ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره وكان صلىالله عليه وسلم يرقى بها أصحابه "اللهم رب الناس اذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما" (٥) ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبريل عليه السلام – النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك" (٦) وليكرر ذلك ثلاثاً" (٧) .


(١) هو الحسن البصري روي عنه أنه قاللا يحل السحر إلا ساحر انظر: فتح الباري ج١٠ ص٢٣٣ وتيسير العزيز الحميد ص٣٦٧.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٣٦٧.
(٣) معارج القبول ج١ ص٥٣٠.
(٤) فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم ج١ص١٦٥.
(٥) رواه البخاري في الطب باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم برقم ٥٤١٠.
(٦) رواه مسلم في السلام باب الطب والمرض والترمذي في الجنائز باب ماجاء في التعوذ للمريض.
(٧) انظر رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ عبد العزيز بن باز ص١٤-١٥ وانظر جامع الأصول حديث ٥٧١٥.