للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى عن عروة أن الوضوء ينتقض بلمسها، وقال الزهري: "أحب إليَّ أن يتوضأ"، وقال عكرمة: "من مس ما بين الفرجين فليتوضأ".

استدل عامة أهل العلم بما يأتي:

١-أنه لا نص في هذا ولا هو في معنى المنصوص عليه فلا يثبت الحكم فيه.

٢-ولأنها مواضع من البدن لا لذة في مسها فأشبهت سائر الأعضاء.

واستدل من رأى انتقاض الوضوء بلمسها:

بما روي عن بسرة بنت صفوان قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من مس ذكره أو أنثييه أو رفغيه (١) فليتوضأ" (٢)

وقد اعترض على هذا بأنه من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات، عن هشام منهم: أيوب السختياني، وحماد بن زيد وغيرهما وكلا الطريقين صحيح.

وقال البيهقي: "القياس أن لا وضوء في المس، وإنما اتبعنا السنة في إيجابه بمس الفرج فلا يجب بغيره".

وقال النووي: "وهذا حديث باطل موضوع إنما هو من كلام عروة كذا قاله أهل الحديث والأصل أن لا نقض إلا بدليل".

بل نقل ابن هبيرة الإجماع على عدم النقض فقال: "وأجمعوا على أنه لا وضوء على من مس أنثييه سواء كان من وراء حائل أو من غير وراء حائل".

وعلى هذا فيكون الراجح هو قول عامة العلماء أن الوضوء لا ينتقض بلمس الأنثيين والألية والعانة، والله أعلم.

المطلب الثالث

في لمس فرج البهيمة

جمهور العلماء على أن لمس فرج البهيمة لا ينقض الوضوء

وذهب الليث إلى أن لمس فرج البهيمة ينقض الوضوء، وفرق عطاء بين لمس البهيمة مأكولة اللحم وغير مأكولة اللحم فقال بالوضوء من مس مأكولة اللحم ولم يقل بالوضوء من لمس غير مأكولة اللحم.

الأدلة:

استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:


(١) الرفغ أصل الفخذ وسائر المغابن وكل موضع اجتمع فيه الوسخ.
انظر: المصباح المنير ١/٢٧٧.
(٢) أخرجه البيهقي١/١٣٧في الطهارة باب: مس الأنثيين، والدارقطني١/١٤٨،في الطهارة باب: ما روي في لمس القبل والدبر، وعبد الرزاق في مصنفه ١/١٢١.