ولكن جاء في رسالة (أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية) تأليف: محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن رُشَيق المغربي (ت ٧٤) وكذا في العقود الدرية لابن عبد الهادي تسميتها بـ: (قاعدة في الصبر والشكر. نحو ستين ورقة) .
وهذا الكلام يدل على أن الرسالة التي بين أيدينا هي جزء من مؤلف أكبر يشمل موضوعي الصبر والشكر، ويؤكد ذلك مقدمة الرسالة ونهايتها حيث ذكر المصنف الشكر فقال في المقدمة: "وإذا اعتبر العبد الدين كله رآه يرجع بجملته إلى الصبر والشكر"وقال في نهاية الرسالة: "والأصل الثاني الشكر وهو العمل بطاعة الله تعالى".
ولكن لم أقف على تكملة هذه الرسالة.
ب- توثيق نسبة الرسالة إلى المؤلف:
يدل على صحة نسبة الرسالة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أمور منها:
١- ما جاء على طرة الرسالة من قول الناسخ: (قاعدة في الصبر للشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله) .
٢- ما جاء في رسالة (أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية) تأليف: محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن رُشَيِّق المغربي (ت ٧٤٩) حيث قال: (قاعدة في الصبر والشكر. نحو ستين ورقة) .
٣ - ما جاء في كتاب العقود الدرية لابن عبد الهادي (ص ٣٩) حيث ذكر أن من مؤلفات ابن تيمية (قاعدة في الصبر والشكر) .
ج - موضوع الرسالة:
بدأ المؤلف - رحمه الله - هذه الرسالة ببيان أن الدين كله يرجع بجملته إلى أمرين هما: الصبر والشكر، واستدل لذلك بقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} وبقوله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
ثم بين أن الصبر عموماً ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
أولاً: صبر على الطاعة حتى يفعلها.
ثانياً: صبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله.
ثالثاً: الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب.
ثم بين أن المصائب نوعان: