للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١- عبد الله بن أنيس رضي الله عنه:

حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد. ح.

وحدثنا ابن سهل، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن أبي أمامة الأنصاري، عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الكبائر، فإنهن سبع: الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، والزنا، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين" (١)


(١) صحيح لغيره.
وقد روى المؤلف هذا الحديث من طريقين:
أما الطريق الأولى:
فقد أخرجها الطبراني في الكبير ١٣ (القسم المتمم) ص١٤٢، رقم ٣٤٩وعنه أبو نعيم في الحلية ٧/٣٢٧-، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/٩٣٠، رقم ٥١٩٩، والطبري في تهذيب الآثار (مسند علي) ، رقم ٣١٧. من طريق عبد الله بن صالح.
وعبد بن حميد في تفسيره (كما في تفسير ابن كثير ١/٤٩٥) – وعنه الترمذي ٥/٢٣٦، كتاب التفسير، تفسير سورة النساء، رقم ٣٠٢٠-، ورواه لحاكم ٤/٢٩٦، وأحمد في المسند [وقع في المطبوع من المسند عبد الله بن يونس، والتصحيح من أطراف المسند ٢/٦٨٣، وقد نبه على ذلك محققه، وكذا وقع على الصواب في المختارة، وهو قد أخرجه من طريق أحمد] . ٥/٤٩٥- ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة ٩/١٥، رقم ٢، وابن الجوزي في البر والصلة (٨٨) ، رقم ١٠٦، والمزي في تهذيب الكمال ٣٣/٥١، ٥٢-، ورواه ابن أبي شيبة في مسنده ٢/٣٤٦، رقم ٨٥٠، وفي المصنف ٧/٥ (بمتنه الأخير الآتي) - وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٤/٨٠، رقم ٢٠٣٦-، ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٢/٣٤٨، رقم ٨٩٣، والخرائطي في مساوئ الأخلاق، رقم ١٢٤ (بمتنه الأخير) ، وابن المنذر في تفسيره، وعبد بن حميد في تفسيره – كما في هامش تفسير ابن أبي حاتم (ق ١٣٠/ب) - كلهم من طريق يونس بن محمد المؤدب.

والطبراني في الكبير ١٣ (القسم المتمم) ص١٤٢،رقم ٣٤٩،وفي الأوسط٤/١٥٠ رقم ٣٢٦١- وعنه أبو نعيم في الحلية ٧/٣٢٧-. من طريق شعيب ابن يحيى.
كلهم (عبد الله بن صالح، ويونس، وشعيب) عن الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد، عن أبي أمامة، عن عبد الله بن أنيس.
وجاء متنه عند أكثرهم: "أكبر الكبائر الإشراك بالله – عز وجل - وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وأيم الله الذي نفسي بيده لا يحلف أحدٌ وإن كان على مثل جناح البعوضة إلا كانت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة".
وقال الترمذي: وأبو أمامة الأنصاري، هو ابن ثعلبة، ولا نعرف اسمه، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وهذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وقال الطبراني في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الليث وهشام، وما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا [ابن] [ساقطة من الحلية، ولابد منها ليستقيم الكلام] أنيس.
أما الطريق الثانية:
فقد اختلف على وهب بن بقية فيها على ثلاثة أوجه:
فرواه أسلم بن سهل، عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن ابن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن أبي أمامة الأنصاري، عن عبد الله بن أنيس:
أخرجه المصنف هنا – ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة ٩/١٦، رقم ٣ - عن أسلم بن سهل، عن وهب بن بقية، به.
قلت: وأسلم بن سهل، هو الواسطي، الراجح أنه ثقة ثبت فقد وثقه غير واحد، قال السلفي: سألت خميساً الحوزي عنه فقال: ثقة إمام ثبت جامع، يصلح للصحيح، جمع تاريخ الواسطيين، وضبط أسماءهم، فكان لا مزيد عليه في الحفظ والاتقان. وقال أبو نعيم: كان من كبار الحفاظ العلماء. وقال ابن المنادى: كان مشهوراً بالحفظ.
وأورده الذهبي في المغني، وفي الميزان، وقال: لينه أبو الحسن الدارقطني.
قلت: وكلام الدارقطني ليس صريح في ذلك، قال الدراقطني في سؤالات الحاكم له (٦٤) : "تكلموا فيه".
وعليه فالراجح أنه ثقة ثبت، ولم يذكر الدارقطني من الذي تكلم فيه، لنرى هل هو ممن يعتبر قوله أم لا، كما إن الجرح غير مفسر، والله أعلم.
انظر لما سبق المغني في الضعفاء ١/١٢٦، الميزان ١/٢١١، سير النبلاء ١٣/٥٥٣، لسان الميزان ١/٣٨٨] .
ورواه أكثر من ثقة، عن وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن عبد الله ابن أبي أمامة، عن عبد الله بن أنيس:
أخرجه ابن حبان ١٢/٣٧٤، رقم ٥٥٦٣، والضياء في المختارة ٩/١٧، رقم ٤، وابن الأثير في أسد الغابة ٣/١٢٠. من طريق أبي يعلى الموصلي.
والطبراني في الكبير [وقد زاد محقق الكتاب اسم أبي أمامة بين عبد الله بن أبي أمامة، وبين عبد الله بن أنيس، ولا أدري ما مستنده في ذلك، وقد أخرجه الضياء من طريق الطبراني وليس فيه ذلك!] . القسم المتتم للجزء ١٣/٤١٢، رقم ٣٥٠- ومن طريقه الضياء في المختارة ٩/١٧، رقم ٥- عن محمود بن محمد الواسطي.
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٤/٨٠، رقم ٢٠٣٥ [وقع عند ابن أبي عاصم في هذا الموضع: "وهبان"، وصوابه: "وهب"، كما في الموضع الثاني] ، وفي ٥/٢٠، رقم ٢٥٥٦. كلهم عن وهب بن بقية، به.
قلت: وأبو يعلى، وابن أبي عاصم: ثقتان ثبتان معروفان.
ومحمود الواسطي قال الذهبي: الحافظ المفيد العالم، وكان من بقايا الحفاظ ببلده (السير ١٤/٢٤٢) .
ورواه البغوي، وإبراهيم بن إسحاق، عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري، عن أبي أمامة، عن عبد الله بن أنيس:
أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (ق ٣٧٠) .
وأبو يعقوب الكاتب في المناهي (ق١١٤/أ، ب) ، عن إبراهيم بن إسحاق.
كلاهما عن وهب بن بقية، به.
وذكره المزي في تحفة الأشراف٤/٢٧٥،من رواية عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وقال المزي: فزاد فيه: "عبد الله بن أبي أمامة ".
قلت: والبغوي ثقة حافظ معروف.
وإبراهيم بن إسحاق، لعله السراج، وهو ثقة (السير ١٣/٤٨٩) .
قلت: ولعل الوجه الثاني أرجح عن وهب، حيث رواه الأكثر كذلك، مع ثقتهم.
إلاإنه يمكن القول بأن الوجهين الأول والثالث محفوظان عن وهب، إذ الرواة ف يهما ثقات، ولعل الحمل في هذا الاختلاف على عبد الرحمن بن إسحاق، وهو صدوق (التقريب ٣٨٠٠) ، والرواة دونه في كل الأوجه أوثق منه، والله أعلم.
ولكن الوجه الأول أرجح عموماً، حيث توبع عبد الرحمن بن إسحاق، تابعه هشام بن سعد، كما تقدم في تخريج الطريق الأولى، والله أعلم.
وإسناده من هذا الوجه صحيح لغيره، فعبد الرحمن، تقدم أنه صدوق، وهشام بن سعد: صدوق له أوهام (التقريب ٥٨٩٤) . وأبو أمامة: صحابي جليل.