وألحقَ بعضُ العلماء بالأفعال القلبية في التعليق مع الاستفهام خاصة:"نظر سواء أكانت بصرية أم قلبية، وأبصر، وتفكَّر، وسأل، ونسي، ونبّأ، وأنبأ"، قال ابن مالك عن تعليق الأفعال القلبية:"ويشاركهنّ فيه مع الاستفهام: نظر، وأبصر، وتفكّر، وسأل، وما وافقهن، أو قاربهن، لا ما لم يقاربهن خلافاً ليونس، وقد تعلَّق نَسِيَ"، وقال:"وعُلِّقَ أيضاً مع الاستفهام نظر بالعين، أو بالقلب، وأبصر، وتفكَّر، وسأل. وأشرت بما وافقهن إلى نحو: أما ترى أيُّ برق هاهنا؟ بمعنى: أما تبصر حكاه سيبويه، وإلى نحو:{وَيَسْتَنْبِئونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} ، وأشرت بما قاربهن إلى نحو:{لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}(١) وعُلِّق نسي، لأنه ضد علم، والضد قد يحمل على الضد".
المطلب الثالث: نزع الخافض من الجمل المعلّقة في القرآن:
الفعل (نظر) لازم، يتعدّى بـ (إلى) ، وقد عُلِّق عن العمل في الجملتين بـ (كيف) و (أنَّى) ، وجملتا (كيف نبيّن لهم الآيات) و (أنَّى يؤفكون) في محل نصب على نزع الخافض ونظر هنا قلبية.
وقال تعالى:{أَوَلَمْ يَتَفَكَّروا ما بِصاحِبِهِمْ مِّنْ جِنَّةٍ إنْ هُوَ إلاَّ نّذيرٌ مُّبينٌ} .
قال أبو حيّان:"الظاهر أن: {يَتَفَكَّروا} مُعلّق عن الجملة المنفية، وهي في موضع نصب بـ (يتفكروا) بعد إسقاط حرف الجر، لأن التفكُّر من إعمال القلوب، فيجوز تعليقه".