للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تردد ذكر هؤلاء في كتب التراث، معزواً إليهم كثير من الظواهر اللغوية، أو الحوادث التاريخية.

فصاحة الأزد:

اشتهر الأزد، ولا سيما أزد السراة، بالفصاحة والبيان، حتى عدهم بعض العلماء من أفصح القبائل العربية. قال الخليل بن أحمد: "أفصح الناس أزد السراة".

وقال أبو عمرو بن العلاء: "كنا نسمع أصحابنا يقولون: أفصح الناس تميم وقيس وأزد السراة وبنو عذرة".

وقال أيضاً: "أفصح الناس أهل السروات، وهي ثلاث: وهي الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن، أولها هذيل، وهي التي تلي السهل من تهامة، ثم بجيلة، وهي السراة الوسطى، وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها، ثم سراة الأزد أزد شنوءة، وهم بنو كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد".

ولم تزل الفصاحة في أهل السراة حتى بعد عصور الاحتجاج بزمن طويل، وقد لفتت فصاحتهم أنظار العلماء وأثارت إعجابهم، كابن جبير في القرن السادس، وابن بطوطة في القرن الثامن، وفؤاد حمزة في القرن الرابع عشر.

الفصل الأول: الإبدال في الحروف (الصوامت) :

توطئة:

الإبدال في الاصطلاح: جعل حرف مكان آخر مطلقاً، وهو عند علماء العربية قسمان:

١- إبدال صرفي، وهو الإبدال القياسي المطرد عند جميع العرب، ويقع في حروف معينة، مثل تاء افتعل إذا جاء بعدها أحد حروف الإطباق فإنها تبدل طاء، كقولهم في (اصتب) : "اصطبر" وهو لا غنى عنه، تركه يوقع في الخطأ، أو مخالفة الأكثر من كلام العرب.