المبحث الثاني: التعريف بكتاب: غريب الحديث للإمام الحربي.
المبحث الثالث: طريقة الوصول إلى الحديث فيه.
المبحث الأول: التعريف بغريب ألفاظ الحديث:
المطلب الأول: معناه:
لغة: الغريب من الغربة، وهي البعد عن الناس، قال الجوهري:"الغربة: الاغتراب، تقول فيه: غرب، واغترب بمعنى، فهو: غريب ... والغرباء: الأباعد"، وقال ابن منظور:"الغرب: الذهاب والتنحي عن الناس".
اصطلاحاً: هو: ما يغمض معناه من ألفاظ المتون، قال أبو سليمان: حمد بن محمد الخطابي - ت ٣٨٨هـ -: "الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد عن الفهم" وقال أيضاً: " ... يراد به بعيد المعنى غامضه، لا يتناوله الفهم إلا عن ... معاناة فكر"، ويقول الصنعاني:"هو ما يخفى من ألفاظ المتون".
المطلب الثاني: أهميته:
يعتبر هذا الفن من العلوم التي يُحتاج إليها في معرفة معاني الأحاديث، حيث يترتب عليه الحكم على المتن من جهة، واستنباط الأحكام منه من جهة أخرى، وهو صورة من صور شرح الحديث فيحتاج إلى علم واسع بهذا الفن مع التحري والدقة، فقد سئل الإمام أحمد: عن حرف من غريب الحديث، فقال:"سلوا أصحاب الغريب، فإني أكره أن أتكلم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم بالظن فأخطئ"، ويقول ابن الصلاح:"الخوض فيه ليس بالهين، والخائض فيه حقيق بالتحرى، وجدير بالتوقي".
هذا وتعد مجموعة من كُتب شرح الغريب، من المصادر الحديثية الأصيلة، حيث إن أصحابها يسوقون فيها المرويات بأسانيدهم، مثل: كتب أبي عبيد، والحربي، والخطابي، وغيرهم.
المطلب الثالث: أنواع المؤلفات فيه:
ألّف أهل الحديث واللغة في شرح غريب الحديث مؤلفات عدة، وهي من جهة ترتيبها، على أنواع ومنها:
الأول: كُتب شرح غريب ألفاظ الحديث المرتبة بحسب المتن وهذا النوع ليس بالمقصود هنا، لأنه متعلق بطريقة أخرى من طرق التخريج.
الثاني: كتب شرح غريب ألفاظ الحديث المرتبة بحسب الراوي الأعلى للمتن.