وكأن ابن الأثير يشير إلى أن للإطالة بذكر الطرق والألفاظ مصادر خاصة، ويُسلّم لابن الأثير هذا المأخذ من جهة الفن المتعلق بشرح غريب ألفاظ الحديث، لكن صنيع الإمام الحربي ألحق كتابه من جهة أخرى بالمصادر الحديثية الأصيلة التي يحتاجها المشتغل بفن علم تخريج الحديث، فتميز بذلك على غيره من المؤلفات في شرح غريب ألفاظ الحديث، المجردة عن الإسناد.
ثالثاً: مشتملاته:
١- اشتمل على الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع وغيرها من أقوال العلماء، مروية بالإسناد، وأثرى كتابه بطرق وألفاظ متون الأحاديث.
٢ - اشتمل في مواضع كثيرة على ما يتعلق بشرح غريب القرآن، وقراءاته، وذِكْر أسباب النزول واختلاف المفسرين.
٣ - اشتمل على ما يتعلق بعلوم اللغة والنحو.
رابعاً: طريقة ترتيبه:
رتب الإمام الحربي الألفاظ الغريبة في الأحاديث على الراوي الأعلى، بحسب طريقة المسانيد، وذلك كما يلي:
١- رتبه بحسب مسانيد الصحابة، مبتدئاً بالأربعة الخلفاء، ثم بعدد من العشرة المبشرين بالجنة.
٢ - قسّم مسند الصحابي إلى أحاديث، مبوباً على ذلك فيقول: "الحديث الأول ... الثاني" وهكذا.
٣ - بوب بعد ذلك بأصول الألفاظ الغريبة، وقد رتبها بحسب الحرف الأول على المخارج بحيث يقدم أبعد الحروف مخرجاً في الحلق.
٤- رتب كل لفظة من ذلك على التقاليب، مثل قوله: "غريب ما روى أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث الأول: باب خف - ثم -، باب خوف - ثم -، باب خفى، - ثم - باب أخفى، -ثم-، باب فخ".
٥- رتب الأخبار في كل باب، بتقديم المرفوع، ثم الموقوف، ثم المقطوع.
خامساً: أهم مميزاته:
١- إسناده الأحاديث والآثار التي يوردها، وبذلك صار في عداد المصادر الحديثية الأصيلة.
٢ - يسوق المتون المكررة والمقطعة من عدة طرق في الغالب.
سادساً: طريقة تخريجه للحديث: يروي الحديث بإسناده بحسب الألفاظ الغريبة، مرتباً على الراوي الأعلى.
سابعاً: جهود المحققين في العناية به: