يعد كتاب التهذيب من الكتب المهمة والقيمة في المذهب الشافعي، فقد ذكر فيه البغوي جملة من منصوصات الإمام الشافعي وكثير من تفريعات أصحابه خرجوها على أصوله وذكر فيه من أقاويل الصحابة والتابعين ومن تبعهم من العلماء ما لا يستغني عن معرفتها المترصد للفتوى، ولم يخل الكتاب من اختياراته واستنباطاته وترجيحاته مما جعل كثيراً من أئمة المذهب يكثرون النقل منه، فقد نقل عنه الإمام النووي في كتابيه شرح المهذب وروضة الطالبين، وابن الرفعة في كفاية النبيه والمطلب العالي، والخطيب الشربيني في مغني المحتاج، والرملي في نهاية المحتاج، وابن حجر في تحفة المحتاج، والأردبيلي في الأنوار وغيرهم.
وهذا إنما يدل على أهمية الكتاب ومكانته في كتب المذهب.
منهج البغوي في الكتاب:
اتبع البغوي في كتابه المنهج الآتي:
١- قسم الكتب إلى أبواب تندرج تحتها فصول.
٢- يعنون للأبواب والفصول غالباً.
٣- يبدأ الأبواب والفصول - غالباً - بآيات وأحاديث.
٤- يقوم بشرح المسألة مستوعباً المذهب ويذكر - في بعض الأحيان - الأقوال والأوجه ويشير - أحياناً - لقائليها.
٥- امتاز الكتاب بترتيب المسائل والتوسع في نقل الفروع مع حسن التصرف والبحث الدقيق.
٦- قد يكون في المسألة أكثر من قول أو وجه أو طريقة، فيقتصر على قول واحد أو يقطع بالطريق الذي فيه قول واحد أو الطريق الذي فيه قولان.
٧- يرجح في بعض الأحيان بين الأقوال أو الأوجه بقوله "وهو الأصح"، "وعندى".
٨- يذكر الاختلاف بين مذهبه والمذاهب الأخرى وبخاصة المذهب الحنفي كما يذكر أقوال الأئمة كالثوري، والزهري، والنخعي.
منهج التحقيق:
١- مقابلة النسخ مع بعضها مع الإشارة في الهامش إلى الفروق، ومراعاة قواعد الإملاء الحديثة.
٢-وضع النص القرآني بين قوسين وتشكيله والإشارة إلى السورة التي جاءت فيها الآية، ورقم الآية.
٣- تخريج الأحاديث النبوية، وبيان درجة الحديث ما أمكن.