لم تقتصر عناية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بتعليم القرآن الكريم وعلومه على مراحل التعليم العام فحسب بل تجاوز ذلك إلى التعليم العالي من جامعات وما فوقها فهو (حفظه الله) يرى أن حفظ القرآن الكريم وتعلم علومه لا يتوقف عند مرحلة دراسية محدودة ولا يقتصر على أنواع معينة من التعليم.
بل إن الاهتمام والعناية بالقرآن الكريم يشمل جميع المراحل من المرحلة الابتدائية وحتى حصول الدارس على مرحلة الدكتوراه. علما أن بالمملكة اليوم ثماني جامعات منتشرة في مختلف أرجائها تضاهي أعرق الجامعات تعليماً وتنظيماً.
وكان لخادم الحرمين الشريفين اليد الطولى في تأسيسها ووضع لبناتها الأولى ورعايتها حق الرعاية والإنفاق عليها حتى قامت على سوقها وآتت أكلها وارتفع عدد الطلاب في التعليم العالي المدني خلال (٤٠) سنة من (١٣٠٠) طالب وطالبة إلى ما يربو على (٣٦٠.٠٠٠) طالب وطالبة تحتضنهم أكثر من (٢٥٠) كلية.
قال (حفظه الله) معبراً عن فرحه وسروره بافتتاح أول جامعة في المملكة وهي جامعة الملك سعود في الرياض سنة ١٣٧٧هـ:
"إن هذه اللحظة لحظة هامة وحدث عظيم في تاريخ المملكة فهو يمثل نقطة انطلاق جديدة في حقل التعليم، ولاشك أن تأسيس هذه الجامعة سوف يجعل ناشئة هذه البلاد يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، وسوف تتيح لهم هذه الجامعة أنواعاً من الدراسات العميقة التي تستهدف الحق والعدل في دراستها الأدبية، وتستهدف السلم والرفاهية في دراستها العلمية، ولاشك أن هذه وتلك تستهدف المثل العليا التي تسعون إليها جاهدين وسوف يسجل التاريخ الخالد هذا اليوم العظيم من تاريخ هذه البلاد، وسوف تذكر الأجيال القادمة يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر ربيع الثاني"(١) .