للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما القسم القبلي الجنوبي فقد قرروا الإبقاء عليه لأنهم وجدوه يحتمل البقاء نصف قرن، أو ما يزيد. ثم رفعوا قرارهم إلى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله تعالى - بواسطة مدير الإنشاء والتعمير، فوافق على كل ما جاء فيه وأصدر أمره بوضع التصميمات والخرائط.

لا ريب أن مثل هذه الأعمال والاختبارات، لا يمكن أن تتم في عشية أو ضحاها، بل لا بد لها من زمن طويل تستنفذه، وحين رأى جلالة الملك هذا الأخذ والرد الذي طال حول المشروع أحب أن يتثبّت بصورة نهائية لأن ملكاً عظيماً مثله استطاع وحده أن يقيم لأمته دولة جامعة من أنفسهم، محال أن يأخذ الأمور بصورة مرتجلة بل لا بد من التثبّت والدرس الطويل لذلك أمر بإحضار مهندسين باكستانيين، لما هو معروف عنهم من عراقة في فن العمار، وليعطوا نظرياتهم مشتركين في هذا المشروع الإسلامي الخطير (١) ، وحتى تكون المشاركة في هذا المشروع العظيم واتخاذ القرار فيه مسؤولية المسلمين جميعاً عرباً وغير عرب، وتلك سياسة انتهجها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وسار عليها من بعده أبناؤه البررة في هذه البقاع التي يقدسها المسلمون جميعاً. وهو أمر تقرره الوقائع التاريخية الثابتة.

وبعد دراسات طويلة وإجراء جملة اختبارات رفع المهندسون قرارهم المشترك إلى جلالة الملك عبد العزيز - يرحمه الله تعالى.

حين اطلع جلالة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - على تقرير المهندسين المشترك، واطمأن قلبه، وارتاح ضميره أصدرأمره إلى وزير الداخلية آنذاك الأمير عبد الله الفيصل آل سعود بالبدء بتنفيذ المشروع على نفقته الخاصة؛ حيث تفضل جلالته فأمر وزير ماليته الشيخ عبد الله السليمان بفتح الاعتمادات التي يتطلبها المشروع على حساب جلالته الخاص (٢) .


(١) توسعة الحرم: ٣٥-٣٦-٣٧.
(٢) توسعة الحرم: ٤٤.