للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعنى الأول: وهو الذي ذهب إليه عمدة المفسرين ابن جرير الطبري (١) وتبعه فيه ابن كثير (٢) (رحمهما الله) وحاصله أنّه لو كان الأمر كما يزعمون من أنّ مع الله آلهة أخرى إذاً لابتغت تلك الآلهة سبيل القربة منه والتمست الزلفة لديه والمرتبة عنده لأنهم دونه؛ وهم قد اعتقدوا أنّها تقربهم إلى الله زلفى؛ فإذا علموا أنّ هذه الآلهة هي ذاتها محتاجة إلى الله تعالى؛ فقد بطل بذلك أنّها آلهة (٣) وفي هذا المعنى يقول ابن كثير: "لو كان الأمر كما يقولون وأنّ معه آلهة تُعبد لتقرب إليه وتشفع عنده لكان أولئك المعبودون يعبدونه ويتقربون إليه ويبتغون إليه الوسيلة والقربة فاعبدوه أنتم وحده كما يعبده من تدعونه ولا حاجة لكم إلى


(١) هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر: المؤرخ المفسر الإمام، ولد في آمل طبرستان عام ٢٢٤هـ واستوطن بغداد وتوفي بها عام ٣١٠هـ، عرض عليه القضاء فامتنع والمظالم فأبى، من أشهر مؤلفاته: أخبار الرسل والملوك، جامع البيان في تفسير القرآن، اختلاف الفقهاء (انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ج٢ ص٣٥١؛ البداية والنهاية لابن كثير ج١١ص١٥٦-١٥٨؛ لسان الميزان لابن حجر ج٥ ص١٠٠-١٠٣؛ سير أعلام النبلاء للذهبي ج١٤ ص٢٦٧ –٢٨٢؛ الأعلام للزركلي ج٦ ص٦٩) .
(٢) هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوّ بن درع القرشي البصروي ثمّ الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين: حافظ مؤرخ ومفسر وفقيه. ولد في قرية من أعمال بصرى الشام عام ٧٠١هـ، وانتقل مع أخ له إلى دمشق عام ٧٠٦ هـ، ورحل في طلب العلم وتوفي في دمشق عام ٧٧٤هـ. من أشهر مؤلفاته: البداية والنهاية، تفسير القرآن العظيم، الباعث الحثيث إلى معرفة علوم الحديث، الفصول في اختصار سيرة الرسول. (انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامن لابن حجر ج١ ص٣٧١؛ النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ج٩ ص٢٩٢؛ طبقات الشافعية للسبكي ج٦ ص٨٤؛ الأعلام للزركلي ج١ ص٣٢٠) .
(٣) انظر: تفسير الطبري ج١٥ ص٦٤؛ تفسير القرطبي ج١٠ ص٢٦٦.