للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- فقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ} أي ما عظّموه حقّ عظمته، ولا عرفوا جلاله حقّ معرفته؛ إذ جعلوا له شركاء وسوّوا بينهم وبينه ووصفوه بما لايليق به وبشؤونه الجليلة، وكيف يكون ذلك منهم والحال (١) أنّ الله - عزّ وجلّ - هو العظيم الذي لا أعظم منه، وهو القادر على كلّ شيء. وكلّ شيء تحت قهره وقدرته وإرادته، وهذا ما بيّنه قوله تعالى: {وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} إذ فيه تنبيه على غاية عظمته وكمال قدرته (٢) .


(١) قال الشوكاني في فتح القدير: (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة) في محل نصب أي ما عظموه حق تعظيمه والحال أنّه متصف بهذه الصفة الدالة على كمال القدرة (والسموات مطويات بيمينه) حال كالتي قبلها (ج٤ ص٤٥٨) .
(٢) انظر: تفسير الطبري ج٢٤ ص١٧؛ تفسير القرطبي ج١٦ ص٢٧٧؛ تفسير ابن كثير ج٤ ص٦٢؛ تفسير أبي السعود ج٧ ص٢٦٢؛ فتح القدير للشوكاني ج٤ ص٤٥٨؛ محاسن التأويل للقاسمي ج١٤ ص٢١٧؛ تفسير السعدي ج٦ ص٤٩٣.