للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلاَّ أنَّ هناك أمراً مهماً يجب التنبه إليه. ألا وهو قبول دعوة الداعي أو أمر الآمر بالمعروف ونهي الناهي عن المنكر. وتأثير ذلك في الناس.

لذلك فإن الداعي إلى الله تعالى أو الآمر الناهي إذا كان قدوة صالحة في عقيدته وفي عباداته ومنهج حياته فحريٌ أن يُقبَلَ قوله، وتسمع كلمته، ويكون له تأثير طيب على المجتمع. (١)

وقد مثلت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أعمالاً كثيرة متنوعة، بحيث تكون فيها الأسوة الصالحة، والمنهج الأعلى للحياة الإنسانية في جميع أطوارها، لأنها جمعت بين الأخلاق العالية والعادات الحسنة، والعواطف النبيلة المعتدلة ...

وقد كان صلى الله عليه وسلم، معلماً مخلصاً، وواعظاً ناصحاً، ومرشداً أميناً، وكان مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

وكان صلى الله عليه وسلم عابداً شاكراً لربه، وقد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر.

فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لكماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:"أفلا أكون عبداً شكورا" (٢) .


(١) انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، د. عبد العزيز المسعود، ١/٢٢٣، وحاجة البشر إلى الأمر بالمعروف ووالنهي عن المنكر، للشيخ عبد الله الجبرين، ٦٧-٦٨.
(٢) صحيح البخاري، ٣/١٤، كتاب التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل، رقم ١١٣٠، وصحيح مسلم، ٤/٢١٧٢، كتاب صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، رقم ٢٨٢٠.