للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "يتوعد الله تعالى الذين فرقوا دينهم، أي شتتوه وتفرقوا فيه، وكل أخذ لنفسه نصيباً من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئاً، كاليهودية، والنصرانية، والمجوسية، أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئاً، ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة، من أهل البدع والضلال، والمفرقين للأمة، ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أصل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية" (١) .

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصاري على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال:"من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" (٢) .

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: "فأهل الأديان - قبلنا - اختلفوا فيما بينهم على آراء ومُثُل باطلة، وكل فرقة منهم تزعم أنهم على شيء، وهذه الأمة أيضاً اختلفوا فيما بينهم على نحلٍ كلها ضلالة إلا واحدة، وهم أهل السنة والجماعة، المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله وبما كان عليه الصدر من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه" (٣) .


(١) تيسير الكريم الرحمن، ٢/٩١.
(٢) أخرجه أبو دواد، ٥/٤، أول كتاب السنة، رقم ٤٥٩٦، والترمذي، ٥/٢٥، كتاب الإيمان باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، رقم ٢٦٤٠، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، ٢/١٣٢١، كتاب الفتن، باب افتراق الأمم، رقم ٣٩٩١، وأحمد، ٢/٣٣٢، والحاكم في المستدرك ١/١٢٨، وقال صحيح على شرط مسلم، وانظر السلسلة الصحيحة، للشيخ الألباني، ٣/٤٨٠رقم ١٤٩٢.عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) تفسير ابن كثير، ٣/٤٥٢.