للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه (١) أمر صلَّى كما جاء عند أبي داود (٢) ، وأحمد (٣) ، ومن طريق أحمد رواه أبو نعيم (٤) من حديث حذيفة - رضي الله عنه - سكت عليه أبو داود. وقال المنذري (٥) : وذكر بعضهم أنه مرسل. وقد ذكر المزي (٦) الروايات المسندة والروايات المرسلة ولم يرجح، لكن أفاد ابن حجر (٧) أن بعضهم ذكر عبد العزيز ابن أخي حذيفة في الصحابة على أنه أخو حذيفة بن اليمان فروى حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وصوب أبو نعيم وتبعه ابن حجر بأنه ابن أخي حذيفة كما جاء عند أحمد وأبي داود. وقد اكتفى ابن القيم بعزو الحديث إلى المسند فقط ساكتًا عليه (٨) .

قلت: والحديث قابل للتحسين، وقد حسنه الألباني (٩) .

وقد جاء عند الترمذي (١٠) ، وابن ماجه (١١) ، وأحمد (١٢) في الحديث القدسي المرفوع: "إن الله سبحانه يقول: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنىً وأسدُّ فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسُدَّ فقرك" وحسنه الترمذي، واللفظ له، وقريب منه لفظ أحمد وابن ماجه فجاء فيهما لفظ "ملأت صدرك" بدلاً من "يديك"، وقال الألباني: صحيح (١٣) .


(١) حزبه أمر: أي نزل به مهم أو أصابه غم. النهاية في غريب الحديث (١/٣٧٧) .
(٢) السنن، كتاب الصلاة، باب أي الليل أفضل (٢/٣٥) .
(٣) المسند (٥/٣٨٨) .
(٤) معرفة الصحابة (٤/١٨٨١) .
(٥) مختصر سنن أبي داود (٢/٩٤) .
(٦) تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف (٣/٥٠) .
(٧) الإصابة (٣/١٥٧) .
(٨) زاد المعاد (٤/١٩٩) .
(٩) صحيح سنن أبي داود (١/٢٤٥) .
(١٠) الجامع، كتاب صفة القيامة، باب منه (٧/١٦٦) .
(١١) السنن، كتاب الزهد، باب الهم بالدنيا (٢/١٣٧٦) .
(١٢) المسند (٢/٣٥٨) .
(١٣) صحيح سنن ابن ماجه (٢/٣٩٣) .