للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين على ربه، يأمر بالتوكل على الله والانقطاع إليه بعد الأخذ بالأسباب في كل الأحوال، وتصديق ذلك من سنته صلى الله عليه وسلم ما جاء في حديث عمران بن الحصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤونة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها". أخرجه الطبراني في الأوسط (١) والصغير (٢) ومن طريقه أبو بكر الخطيب (٣) ، وأخرجه أيضًا البيهقي (٤) ، وابن أبي حاتم (٥) ، بهذا اللفظ وقال الطبراني عقبه في الصغير: لم يروه عن هشام بن حسان إلا الفضيل بن عياض، تفرد به إبراهيم بن الأشعث الخراساني. وقال الهيثمي (٦) بعد أن عزاه للطبراني في الأوسط: فيه إبراهيم بن الأشعث صاحب الفضيل، وهو ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يُغرب ويخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات.

قلت: ويشهد لهذا الحديث ما ذكر بعده من أحاديث كما يشهد له ظاهر القرآن، والله أعلم.


(١) المعجم الأوسط (٤/٢١٥-٢١٦) .
(٢) المعجم الصغير (١/١١٦) .
(٣) تاريخ بغداد (٧/١٩٦) .
(٤) شعب الإيمان (٢/٢٨، ١٢٠) .
(٥) تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (١٠/٣٦٦٠) .
(٦) مجمع الزوائد (١٠/٣٠٣-٣٠٤) .