للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لاتَترُكَنِّي فِيهُمُ شَطِيرا ... إِنّي إِذَنْ أَهْلِكَ أو أَطِيرا (١)

فتأوّله البصريون على أنّه شاذٌّ، أو إِنْ صحت الرواية فإنّه على أحد وجهين:

إمّا أن يجعل "إِذَنْ أَهْلِكَ" جملة في موضع خبر "إنّ"، وإمّا أن يكون خبر "إنّي" محذوفاً، أي: إنّي لاأستطيع، أو لا أقدر عليه، أو إنّي أُذلّ، ثم استأنف بـ"إِذَنْ" فنصب الفعل بعد تمام الأول بخبره؛ أَمّا الكوفيون فبنوا على هذا البيت مسائلهم.

قال رضيّ الدين في نهاية هذه المواضع الثلاثة التي تقع فيها "إِذَنْ" حشواً: "ولا يقع المضارع بعد "إِذَنْ" في غير هذه المواضع الثلاثة معتمداً على ما قبلها بالاستقراء، بل تقع متوسطة في غير هذه المواضع، نحو: "يقتلُ إِذَنْ زيدٌ عمراً"، و"لِبئْسَ الرجلُ إِذَنْ زيدٌ" ونحوه" (٢) .

المسألة السادسة:

حكم "إِذَنْ" إذا فُصل بينها والفعل بفاصلٍ (٣) :

ذهب النحاة إلى أنّه لايجوز الفصل بين "إِذَنْ" ومنصوبها؛ لضعفها مع الفصل عن العمل فيما بعدها، إلاّ أنّهم اغتفروا الفصل بالقسم، نحو: "إِذَنْ والله أجيئَك"، ومنه قول حسان بن ثابت:


(١) البيت بلا نسبة وهو في معاني القرآن للفراء ٢/٣٣٨، وشرح الكتاب للسيرافي ١/٨٦، وشرح الجزولية ٢/٤٧٩، وابن يعيش ٧/١٧، والمقرب ١/٢٦١، وشرح الكافية ٢/٢٣٨، وشرح التسهيل٤/٢١، ورصف المباني ١٥٤، والارتشاف ٤/١٦٥٣، والجنى الداني ٣٦٢، والمساعد ٣/٧٦، والمغني ١٦، وشرح الكافية الشافية ٣/١٥٣٧، والهمع ٢/٧، وشواهد المغني للسيوطي ١/٧٠.
(٢) شرح الكافية ٢/٢٣٩.
(٣) ينظر شرح التسهيل ٤/٢٢، وشرح الكافية ٢/٢٣٧، والمقرب ١/٢٦٢، ورصف المباني ١٥٣، والارتشاف ٤/١٦٥٣، والتذكرة ٥٥٩، والجنى الداني ٣٦٢، والمغني ١٦، والمساعد ٣/٧٤، والتصريح ٢/٢٣٥، والهمع ٢/٦، والملخّص ١٣٨.