للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

.. فـ {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (١) منصوب على أنه صفة أولياء الله، أو بدل منه، أو بإضمار "أمدح"، أو مرفوع بإضمار "هم"، أو خبر ثان لإن، وأجيز فيه الجر، بدلاً من ضمير عليهم (٢) . وعلى هذه الوجوه كلها فالولاية لمن كان من الذين آمنوا وكانوا يتقون، وهم أهل الوعد المذكور في الآيات الثلاث، وهي عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه ومساخطه، ليست بكثرة صوم ولا صلاة، ولا تمزق (٣) ، ولا رياضة. وقيل: {الَّذِينَ آمَنُوا} مبتدأ، والخبر {لَهُمُ الْبُشْرَى} (٤) وهو بعيد؛ لقطع الجملة عما قبلها، وانتثار نظم الآية (٥) .

سورة هود


(١) الآيات التي ذكر المؤلف شيئاً من إعرابها هنا هي قوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سورة يونس، الآيات: ٦٢، ٦٣، ٦٤.
(٢) انظر معاني القرآن (١/٤٧٠، ٤٧١) ، وإعراب القرآن (٢/٢٦٠) ، ومشكل إعراب القرآن (١/٣٤٨) ، والكشاف (٢/٢٤٣) ، والبيان في غريب إعراب القرآن (١/٤١٦) ، والتبيان في إعراب القرآن (٢/٦٧٩) ، والبحر (٥/١٧٣) ، والدر المصون (٦/٢٣٢) تجد أن بعضهم جاء ببعض هذه الأوجه، وأن كثيراً منهم جاء بأكثرها وأن أبا حيان وتلميذه جاءا بها جميعاً.
(٣) "ولا تمزق" هكذا في النسخة التي اعتمدت عليها. وقال محققاها: كذا في الأصول، وفي مطبوعة مكة تملق.
(٤) كل أصحاب المؤلفات السابقة ذكروا هذا الوجه، ولم يضعفه أحد منهم.
(٥) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٥٠٦، ٥٠٧) . وقد أحسن المؤلف بتضعيف هذا الوجه، وبالتعليل الذي ذكره. وغاب هذا عن العباقرة المتقدم ذكر مؤلفاتهم، وعن غيرهم كابن عطية، والجمل، والكرماني.