للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: مد الأول في أمثال الآيتين المذكورتين سابقا خمس حركات وبناء عليه يأتي في المد المتصل الموقوف على همز في نحو (السفهاء ويشاء) من الآيتين خمس حركات وست بالسكون المجرد فيهما ثم يؤتى بهما بالسكون مع الإشمام خمس حركات أو ست مرة ثانية ثم الوقف بالروم مع المد بخمس حركات فحسب، وهذه - كما نلاحظ - خمسة أوجه أيضا أتت على مد الأول خمسا تضم للخمسة الأوجه السابقة فتصير عشرة أوجه كلها صحيحة لا سقيم فيها ولا فيما سبق من أوجه (١) . فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون هاء تأنيث وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء نحو قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ} - إبراهيم - آية - ٤٠، وقوله تعالى: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} - آل عمران - آية - ٢٨، ففيه قولان:

القول الأول: وهو لكل القراء أن فيه ثلاثة أوجه: القصر وهو بمقدار حركتين، والتوسط: وهو بمقدار أربع حركات، والإشباع: وهو بمقدار ست حركات، ويستوي في ذلك ما كان منصوبا نحو قوله تعالى: {وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} - البينة - آية - ٥، أو مجرورا نحو قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} - يوسف - آية - ٨٨، أو مرفوعا نحو قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} - آل عمران - آية - ٩٣ من غير إشمام ولا روم لأن هاء التأنيث ضمن المواضع التي لا يدخلها روم ولا إشمام (٢) ، والعلة في ذلك أن الهاء مبدلة من التاء التي كانت في الوصل والروم والإشمام لا يدخلان في حرف كانت الحركة في غيره ولم تكن فيه، ولم يأت هذا العارض مفتوحا ولا مكسورا ولا مضموما لأن هاء التأنيث معربة دائما وليست مبنية (٣) .


(١) هداية القارئ ص:٣٠٨.
(٢) شرح الشاطبية ص:١٢٢.
(٣) نفسه ص: ١٢٢ وما بعدها.