فالله أوجدنا هنا
* * * *
شاقتك أسرار المغيّب
يا أيها الإنسان إن
من المشقة كل مركب
وركبت في هذي السبيل
إلى القلوب هو المحبب
ورأيت أن الجهد فيه
أيام هذا الدهر قُلّب
فاعلم يقينا أنما
وفي النهاية سوف تُغلَب
ستعود من حيث ابتدأت
أنت في هذا الوجود
يا أيها الإنسان سرٌّ
وللتراب غداً تعود
ترجو الفكاك من التراب
وتوَّد تحطيم القيود
منه خلقت مكبّلاً
لشعبنا عبر الحدود
إن القيود الظالمات
وحقه أبدا شرود
يرجو الفكاك من العذاب
في خفايا نفسهِ!
هل فكّر الإنسان يوماً
من غوامض حِسّه ِ!
أو هل درى ما قد توارى
من علائم يأسهِ
أم هذه إحدى البوادر
على تقادم أمسه
لم يستطع كشف النقاب
كهاربٍ من رمسهِ
فمضى يُصَعِّدُ في السماء
أنت بعد اليوم بائد
يا بائدا ً منذ الخليقةِ
وعن قريب فيه عائد
منه جبلت من التراب
لدى الزمان سوى طرائد
ما الناس في هذي الحياة
على فناء القوم شاهد
والبدر كان وما يزال
يختال في أشراك صائد
ما أنت إلاّ طائر
بطوله منذ الخليقه
هو شاهد عاش الزمان
ناظرا ً فيه حريقه
هو شاهد الأقصى كذلك
خديه نجماتٍ عريقه
ودموعه سالت على
ضلّ عن كثب ٍ طريقه
لا زال يرقبنا وكلٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute