٤- حثهم على طاعة الرئيس في غير معصية الله حتى يحصل بذلك الفرق بين جند الله المسلمين وبين جند الشيطان الكافرين. فإذا أمرهم قائدهم صغيراً كان أو كبيراً بفعل فيه معصية لله تعالى رفضوا الامتثال في ذلك الفعل كما فعل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أمرهم قائدهم بالدخول في النار فرفضوا وشكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك بل هددهم بأنهم لا يخرجون منها لو دخلوها، وهذا الرفض لا يجوز إلا إذا كان الجند عالمين بأن ذلك الفعل معصية ظاهرة، كأن يأمرهم بأن يزنوا بنساء البلاد، أو يقتلوهن أو يقتلوا الأطفال والشيوخ بدون سبب يبرر ذلك أو يشربوا الخمر، أو غير ذلك من المعاصي الظاهرة، أما الأمور التي لا علم للجند بها من مسائل الاجتهاد العلمي أو العسكري فلا حق لهم في عصيان قائدهم فيها.
٥- تذكيرهم باليوم الآخر وما أعد الله فيه للمحسنين - ولا سيما المجاهدين - والمسيئين ليكونوا راجين ثواب الله خائفين عقابه، فإن الذي لا يؤمن باليوم الآخر، لا يهمه إلا العاجل، الذي تشتهيه نفسه، في هذه الدنيا حلالا كان أو حراماً، ومثل هذا لا يرجى منه أن يقدِّم نفسه وماله في سبيل الله كما لا يتوقع منه أن يترك أي فرصة تسنح له بارتكاب أي جريمة تهواها نفسه لأنه لا يطمع في ثواب الله ولا يخاف عقابه.
٦- أن يختار لكل جماعة منهم رئيس تتوفر فيه الصفات التي تحقق للجند الأمور المتقدمة وذلك بأن تتوفر فيه الأمور التالية:
أ - الخبرة التامة بما يسند إليه من مهام عسكرية، حتى يؤدي عمله متقناً.
ب - الأمانة التي يوثق من اتصف بها حيث لا يُخشى منه الخيانة لأتباعه أو رئيسه أو أميره أو أمته.