وكان من بين ما رآه فضيلته أن يصدر فضيلة المفتي - رئيس الجامعة- أمراً يقضي بتكليفي السفر إلى عدد من الأقطار الإفريقية المحتاجة للتعليم الإسلامي, وذلك للاتصال بالجمعيات الإسلامية، والاتفاق معها على تعيين أماكن المدرّسيين، والمرشدين هناك، ثم إكمال الإجراءات اللازمة لاستقبالهم وتيسير إقامتهم، فوافق سماحته على ذلك، وتقدّم لجلالة الملك فيصل - المعظم- بالتماس إعطائي مبالغ مالية مما أمر جلالته برصده للدعوة في إفريقيا كي أقوم بتوزيعها على الجمعيات والهيئات الإسلامية، وقد وافق جلالته على ذلك وأصدر أمره السامي إلى وزارة المالية بصرف المبالغ المطلوبة, وهي تزيد أضعافاً على المبالغ التي كنّا قد وزّعناها في رحلتنا الأولى..
وقد رأى فضيلة نائب الرئيس الجامعة، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أن أقوم بجانب أداء المهمة المذكورة بمهمة أخرى، وهي تقديم المنح الدراسية في الجامعة الإسلامية إلى المسلمين في تلك الأقطار الإفريقية, واختيار الطلبة الذين يستفيدون من المنح المذكورة، وإكمال ترحيلهم إلى المدينة المنورة..وهكذا أصبحت المهمة التي وكل إليّ أمر تنفيذها في هذه الرحلة الثانية ذات ثلاثة شعب:
أ- تعيين أماكن المدرّسيين في أقطار شرقي ووسط أفريقيا الذين تزمع دار الإفتاء إرسالهم إليها.
ب- توزيع الإعانات المالية على الهيئات والمؤسسات والشخصيات الإسلامية هناك.
ج- تقديم المنح الدراسية من الجامعة الإسلامية واختيار الطلاب للمنح المذكورة.
وهذا وقد اخترت لمرافقتي في هذه الرحلة الأستاذ عبد الله بن حمود الباحوث، رئيس المحاسبة بالجامعة الإسلامية، وذلك لخبرته في شئون المالية والحسابية التي أحتاجها في ضبط أوراق المبالغ المالية التي أحملها؛ ولأنه لا بد لي من مرافق في تلك الرحلة الطويلة، رأيت منه خير من يصلح في ذلك.