للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوجه الرابع: أن اللام لام الابتداء أشبعت فتحتها والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف والكسرة بياء والضمة بواو فمثاله في الفتحة قول عبد يغوث ابن وقاص الحارثي:

كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا

وتضحك مني شيخة عبشمية

فالأصل كأن لم تر ولكن الفتحة أشبعت - وقول الراجز:

ولا ترضاها ولا تملقي

إذا العجوز غضبت فطلق

فالأصل ترضها لأن الفعل مجزوم بلا الناهية - وقول عنترة في معلقته:

زيافة مثل الفنيق المكدم

ينباع من ذفري غضوب جسرة

فالأصل ينبع يعني أن العرق ينبع من عظم الذفرى من ناقته فأشبع الفتحة فصار ينباع على الصحيح وقول الراجز:

يا ناقتي ما جلت من مجالي

قلت وقد خرت على الكلكال

فقوله الكلكال يعني الكلكل، وليس إشباع الفتحة في هذه الشواهد من ضرورة الشعر لتصريح علماء العربية بأن إشباع الحركة بحرف يناسبها أسلوب من أساليب اللغة العربية ولأنه مسموع في النثر كقولهم كلكال وخاتام وداناق يعنون كلكلا وخاتما ودانقا. ومثله في إشباع الضمة بالواو، وقولهم: برقوع ومعلوق يعنون برقعا ومعلقا. ومثال إشباع الكسرة بالياء قول قيس بن زهير:

بما لاقت لبون بني زياد

ألم يأتك والأنباء تنمى

فالأصل يأتك لمكان الجازم - وأنشد له الفراء:

أصبحت كالشن البال

لا عهد لي بنيضال

ومنه قول امرئ القيس:

على عجل مني أطأطئ شيمالي

كأني بفتحاء الجناحين لقوة

ويروى: صيود من العقبان طأطأن شيمالي. ويروى دفوف من العقبان الخ. ويروى شملال بدل شيمال وعليه فلا شاهد في البيت إلا أن رواية الياء مشورة. ومثال إشباع الضمة بالواو قول الشاعر:

من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

هجوت زبان ثم جئت معتذرا

وقول الآخر:

يوم الفراق إلى إخواننا صور

الله أعلم أنا في تلفتنا

من حيثما ما سلكوا أدنوا فأنظور

وإنني حيثما يثني الهوى بصري