للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الإسلام دين العلم والقوة والخلق، في ظلال من الله الخالق جل وعلا، لقد اشتمل كتاب الله عز وجل على إجلال العلم والعلماء، واشتمل على الحقائق الكونية، وتقدم العلم يكشف عن بعض ما في القرآن من أسرار فالقرآن معجز في كل ناحية من نواحي العلم والمعرفة، بيد أن العلم في الإسلام يتسم بطابع إلهي وتوجيه رباني. إن العلم في الإسلام يبحث في الكون ويتعمق في دراسته على أنه أثر من آثار قدرة الله جل وعلا، لا يبحث في العلم استقلالا فيؤدي بحثه إلى الإلحاد والكفر، كهؤلاء الذين يبحثون المسائل العلمية باسم الطبيعة الحية.

الإسلام يبحث العلم الكوني بطابع الرحمة والخلق والنفع العام، لا من أجل التدمير والإهلاك.

فلماذا ينعزل رجال الدين في جانب آخر؟

إن هذا الانعزال إنما هو نتيجة لتوجيهات خاطئة.

إن بحوث علماء الإسلام في العصور السابقة انتفع بها الغربيون في نهضتهم وفي أبحاثهم في الكيمياء والرياضيات والفلك والطب والأخلاق ومعرفة البلدان.

فلماذا نتخلى عن هذا المجد العظيم ونترك زمامه للمستعمرين وأذناب المستعمرين.

لماذا نترك لهم القيادة ونجعلهم يتحكمون في الشعوب الإسلامية، لأنهم امتلكوا زمام القوة فغيروا وبدلوا حتى في شريعة الله..

ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} القوة التي لا تقف عند حد.

قوة الإيمان. قوة العلم. قوة العمل. قوة الكشف والاختراع الابتكار والسبق العلمي في كل مضمار. إني استسمحكم أن أقدم لحضراتكم الطريقة التربوية الآتية:

ويسعدني أن أتقبل النقد البناء الهادف.. ويسعدني أن أتقبل النصيحة من أجل سد الخلل، ورأب الصدع، ولم الشمل، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل..

تتلخص هذه الطريقة في وضع جوهر التربية إسلامية الأصلية في إطار حديث فنجمع بين صفاء الجوهر وجمال العرض.