للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالكسب الحلال وإن قل فعظيمة بركته وكثير خيره. وأنت محور ارتكاز وأهمية يعود نفعها إلى المجتمع الإسلامي لا لفرد خاص، فأعط كل ذي حق حقه فالله يقول: {كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} فحاول أن تصغر نفسك في عينك وأن تلبس من التواضع رداءا وإزارا أبيضين ما فيهما درن.

أما الهدف الأخروي والغاية الأخروية فهي النبراس الذي شعلته ونوره ما تقدمه في هذه الحياة من الصالحات، فإن خيرا فخير وإن شرا فذاك. فعنوان النجاح والحصول على الخير هو التقوى، نعم إن التقوى إذا عمت القلب سكن وقام بتوزيع ذلك النور على الأعضاء فتعم السكينة والهدوء ذلك القلب وتلك الأعضاء.

من هنا يعرف الإنسان أن له هدفا وله غاية لا يسبقها سابق، ولا يتقدم عليهما متقدم، فالهدف والغاية الأخروية هي الحصول على الجنة. والحنة ثمنها غال حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة الله هي الجنة".

أما الذي يفرط في ذلك الهدف فقد حكم عليه القدر بالشقاء لأنه عرض عليه الحق فأتى مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟

قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".

فهل أنت حاسب حسابك وعارف كسبك؟ فإن البيع والشراء ينفر كل منهما عن الماديات في ذلك اليوم. فلا درهم ولا دينار ولكنها أعمال تدور على حلبة الحساب والجزاء وكل امرئ بما كسب رهين.